قدوري يكتب: وجدة بعيون الساكنة وبعيدا عن تعنت الساسة 

 

رفضا لأي قراءة أو تحليل بطعم الولاءات أو تعصب على قاعدة لماذا لا أكون أنا، إنها الحالة الوحيدة التي تسمح بفتح نقاش بدافع الغيرة على المدينة والحلم في العودة للأمس القريب.

 

لايختلف إثنان على أن المدينة كانت تعرف حركية غير معهودة على شتى المستويات، طبعا بتداخل مجموعة من الظروف وعلى رأسها الحدود التي كانت تسمح بخلق رواج تجاري كبير، ما سمح بأن تكون المدينة قبلة ينزح إليها كل باحث عن لقمة العيش.

 

كانت فعلا، دورة متكاملة ينعكس فيها الوضع على كل المجالات، ومن حسنات الوضع أنذاك على الساسة، هو غياب دورهم دون مساءلة أو بالأحرى إغتنامهم الفرصة للإنقضاض على مقدرات المدينة، لأن ما يدره إقتصاد الحدود من أرباح جعل المواطن في غنى عن أي نقاش سياسي أو أي إستحضار للساسة ودورهم، بإستثناء لحظة طرق أبواب الجماعة لبحث أليات وإمكانيات الإستثمار ..

 

لكن وبما أن الوضع لن ينسلخ عن منطق دوام الحال من المحال، جاء القرار سياديا كما هو معلوم بإغلاق الحدود، لنعود لمدينة الأشباح في أول يوم، نتيجة لإنعدام رؤى لدى ساسة المدينة، ومسؤوليها تسمح بإيجاد بدائل، لأن موضوع الحدود ملف غير مضمون ورهين بالتقلبات سواء إقليميا أو على المستوى الدولي.

 

وماتعيشه المدينة من ركود إقتصادي وإستفحال للبطالة، لأكبر دليل على أننا أمام مسؤولين وساسة لا يجيدون التعامل بمنطق الاستباقية لتفادي مثل هكذا سيناريوهات، تضع المدينة على صفيح ساخن و بين كفي عفريت وضبابية في تدبير الأمور.

 

ما تعيشه وجدة اليوم، عرى ساساتها وفضح طريقة تعاطيهم مع كل ما يحدث، فعوض الإنكباب على إيجاد الحلول لإعادة المدينة لتتصدر كل شيء بشرق المملكة المنسي، لا زالوا منكبين على نصب الكمائن لبعضهم وتبادل الإتهامات بعيدا عن أي إجماع وتلاحم يخدم المدينة وساكنتها.

 

ساستنا عينهم على الإستحقاقات ليس إلا، ينظرون للمواطن الوجدي على أنه أداة إنتخاب لبلوغ المراد وينخرطون مبكرا في السباق، ضاربين بذلك كل ما عاهدوا به الساكنة عرض الحائط، سندهم في ذلك منطق المال، باعتباره الفيصل والحاسم عند كل محطة.

 

المدينة في حاجة لأبنائها البررة، لأنها لاتحتمل البقاء في عنق الزجاجة لمدة أطول، يجب إستغلال الهدوء والساكنة للبناء والتصدي لأي عاصفة لا قدر الله، مدينة حدودية تحتاج لنكران الذات وتغليب المصلحة العامة والقطع مع وجوه الإثراء غير مشروع، وهذا الحلم يضع الأحزاب السياسية على المحك وعلى منعرج تاريخي.

 

الوقت لا يسمح بمزيد من التهاون والعبث، فليتحمل الجميع مسؤوليته كل من موقعه، المواطن قد يسكت بعض الوقت ولكن ليس كله.

محمد قدوري/ ناشط نقابي بوجدة

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)