ما مصير وصية “بوخروبة” مساندة فلسطين ظالمة او مظلومة بعد انضمام إسرائيل الى الاتحاد الافريقي

قلم: سليم مبارك

لا زال الغموض يلف موقف ” كابرانات فرنسا ” بخصوص الانضمام الرسمي لدولة إسرائيل في الاتحاد الافريقي، فإلى حدود الساعة لم تتجرأ العصابة بإصدار بلاغ يبين موقفها من الانضمام الإسرائيلي للاتحاد الافريقي كعضو مراقب، سكوت مريب اخرس- عصابة السوء– ومعها ابواقها الإعلامية المنبطحة.

 

يحدث هذا بالرغم من مرور أيام عن الإعلان الرسمي لوزير الخارجية الإسرائيلي، عن تقديم عليلي أدماسو، السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا، أوراق اعتماده كمراقب في الاتحاد الإفريقي إلى موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد، بمقر المنظمة بأديس أبابا، بصفة عضو مراقب، إلى الاتحاد الإفريقي البالغ عدد أعضائه 54 دولة(دون الإشارة الى جمهورية الخيام التي تعتبرها الجزائر العضو 55).

 

وقال، الوزير يائير لابيد في بيان له: “هذا يوم احتفال بالعلاقات الإسرائيلية الإفريقية. هذا الإنجاز الدبلوماسي هو نتيجة العمل الدؤوب من قبل وزارة الخارجية وقسمها الإفريقي والسفارات الإسرائيلية في القارة. وهذا موجود منذ ما يقرب من عقدين ويشكل جزءًا مهمًا من تعزيز نسيج العلاقات الخارجية لإسرائيل، وسيساعدنا على تعزيز أنشطتنا في القارة الإفريقية ومع الدول الأعضاء في المنظمة”.، وأوضح البيان أن إسرائيل تتمتع بعلاقات مع 46 دولة في إفريقيا، ولديها شراكات واسعة النطاق وتعاون مشترك في العديد من المجالات المختلفة، بما في ذلك التجارة والمساعدات.

 

و سبق وان فجر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع، بيني غانس، قنبلة من العيار الثقيل عندما كشف، أنه قام بزيارات سرية إلى جميع الدول العربية بدون استثناء، بما فيها الجزائر، تصريحات غانس اعادت إلى الواجهة العلاقات الخفية بين الجزائر وتل أبيب، رغم ما تروجه وسائل الإعلام الجزائرية المحلية عن خلاف ذلك، إذ تشير التقارير ان تاريخ الجزائر لا يخرج عن قاعدة اللعبة القدرة “للكابرانات”، خاصة وان المواقف السياسية و المصالح الاقتصادية للجزائر ، ظلت لمدة طويلة تلعب على الحبلين ، تحت يافطة اشباع منظمة التحرير الفلسطينية بالشعارات والعناوين الفارغة ، و استمرار العلاقات – في نفس الوقت – تحت نار هادئة عبر شركات إسرائيلية في كندا و أمريكا و أوروبا و قبرص و اليونان وتركيا.

 

ويرى متتبعون لتاريخ الشرق الأوسط الحديث، خاصة تاريخ تطورات الأحداث المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، انه تم تسجيل تناقضات كثيرة في مواقف عدة دول عربية من القضية الفلسطينية، ومنها الجزائر ذات المواقف غير الجادة، بحيث عرفت أول لقاءات سرية جزائرية إسرائيلية بوساطة فرنسية وأمريكية في أوروبا و أمريكا اللاتينية، لقاءات خصصت لميدان التعاون الاقتصادي، فإسرائيل باتت تبيع للجزائر الطماطم و البطاطس و القمح و الدواء و البذور عبر شركات إسرائيلية مقراتها في أوروبا (كما جاء في مذكرات احمد بوطالب الإبراهيمي)، و فيما بعد تحول جنرالات الجزائر إلى شراء الأسلحة من إسرائيل عن طريق البوابات التركية و الجنوب الإفريقية و من خلال السوق السوداء التي يسيطر عليها العملاء الإسرائيليون والتي يطلق عليها .(Marchlands de la mort).

 

كما يظهر جليا ان العلاقات بين البلدين بدأت بلقاء رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة علنا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك سنة 1999، في المغرب خلال حضورهما جنازة المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني… و ما زالت صورة نُشرت في الموقع الرسمي للحلف الأطلسي، عالقة بأذهان العارفين بخبايا أمور – العصابة – ، عن اجتماع عسكري شارك فيه قائد أركان الجيش الجزائري الحالي، الفريق قائد صالح، الذي ظهر جالساً قرب جنرال إسرائيلي يشارك في الاجتماع، وهي الصورة التي أثارت حفيظة الرأي العام، على الرغم من تبريرات السلطات.

 

كما لا يخفى على أحد، انه في شهر يوليوز 1999 سمحت السلطات الجزائرية للمرة الأولى لنوادي الروتاري والليونز بالعمل في الجزائر، على الرغم مما كان يحوم – آنذاك – من شبهات حول علاقة هذه النوادي بلوبيات مالية وسياسية متصلة بإسرائيل والصهيونية.

 

وفي سياق متصل كذلك، أكد موقع” الجزائر1″ في مقال نشر في 16 شتنبر الماضي، أن اللقاء الذي جمع بين بوتفليقة وايهود باراك كان “تمهيدا لتقارب لم يسبق أن حدث بين البلدين”، موردا أن بوتفليقة “كان على بعد خطوات قليلة من التطبيع الجزائري الإسرائيلي، لكن الحراك الشعبي– يضيف صاحب المقال – أجهض تلك المحاولة التي كانت وشيكة”.

 

وفي خضم الإعلان الرسمي لانضمام دولة إسرائيل للاتحاد الافريقي، تترقب كل الدول العربية والإسلامية ومعها دول العالم عن مصير المواقف (المعلنة) لجزائر ال”تبون” التي ما فتئت تتغنى بشعار الخبث كما اعتادت ” مساندة فلسطين ظالمة او مظلومة..”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)