“برافو” عمال النظافة بوجدة

لم يعد عامل النظافة ذلك الحائط القصير الذي يمكن تجاوزه بسهولة بالغة كما يعتقد البعض، ولم يعد ذلك الشخص البسيط الذي يسهل تخويفه وترهيبه من قبل بعض المسؤولين عن تدبير القطاع بمدننا وحواضرنا، ولم يعد أيضا مجرد رقم داخل المعادلة الإنتخابية كما يظن بعض السياسيين الذين يستغلون هذا القطاع لكسب المزيد من الأصوات عند كل محطة انتخابية، ما دامت الجماعات الترابية هي الوصية على القطاع وما دامت هي من تعمل على تفويت الصفقات بغض النظر عن الكيفية التي تمر بها؟ وهذا ليس موضوعنا.

 

في البداية تحركت بعض الوجوه البئيسة في كل الإتجاهات من أجل زرع بذور الحقد والكراهية في صفوف عمال النظافة بمدينة وجدة، من خلال نهج كل أساليب الترهيب والتخويف، وتجييش عدد مهم من الأشخاص لكسر ذلك الانسجام الذي كان حاصلا بين العمال من قبل، وكذا كسر شوكة الوحدة والنضال حتى يتسنى لهؤلاء ابتلاع العمال بسهولة لغاية في نفس يعقوب، حيث تم الترويج للأكاذيب والإشاعات لضرب كل من سولت له نفسه الدفع بالعمال إلى الأمام بثبات والدفاع عن مكتسباتهم، من خلال العمل على تسخير جيش عرمرم مهمتهم إحداث حسابات وهمية بمواقع التواصل الإجتماعي هدفها زرع الفتنة والبلبلة والاحتقان بين العمال.

 

صحيح أن هذه الجهات نجحت في بداية الأمر إلى حد ما في مهمتها، وحققت مبتغاها ورفعت تقارير مغلوطة للجهات المركزية مفادها أن كل الأمور تحت السيطرة، وأن عامل النظافة بوجدة، صار أداة طيعة وصارت أجنحته مكسورة، ولم يعد بوسعه أن ينتفض وإن تعرض للذل والمهانة.

 

لكن، ومع مرور الوقت بدأ العامل يفطن للعبة الخبيثة، وتأكد له بالملموس أنه تعرض لعملية نصب واحتيال خطيرة، وأن كل ما تم الترويج له مجرد أوهام في أوهام، وأنه صار مستهدفا من قبل أشخاص خلقوا لزرع بذور الفتنة والتفرقة، واتضح له بالملموس أنه آن الأوان من أجل الانتفاضة لكشف المستور وكشف عورة من كانوا يصطادون في الماء العكر لضرب وحدة العمال، وخير دليل الوقفة الاحتجاجية الصاخبة التي تم تنظيمها ظهر هذا اليوم أمام مقر بلدية وجدة لمطالبة المجلس الجماعي بصرف ما تبقى من منحة السنة الماضية، وهي المحطة التي تفاعل معها المواطن الوجدي بكل عفوية وتلقائية بالنظر إلى الأسلوب الحضاري التي مرت فيه هذه المحطة النضالية وكذا الشعارات والرسائل القوية التي تم رفعها إلى الجهات المعنية لعلها تستيقظ من سباتها العميق وتلتفت لهذه الفئة التي تضحي بالغالي والنفيس للحفاظ على نظافة المدينة وسلامة بيئتها.

 

وجدير ذكره، فأنا لست مع أحد ولا ضد أحد، فأنا قريب ممن أقترب مني وبعيد عن من ابتعد عني، فأنا مع نضالات العمال لأنني أعرف جيدا ما يقوم به من مجهود جبار ليلا ونهارا صيفا وشتاء دون أن يتم إنصافه.

 

وأختم مقالي بهذا الشعار “عاش عمال النظافة ولا عاش من خانهم”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)