توجس الجزائر من انتهاء عقد الانبوب المغاربي الأوربي

عمر أبو بكر

 

في سابقة من نوعها تسارع الجزائر الزمن للتخفيف من حدة الخسائر المرتقبة جراء انتهاء عقد الأنبوب المغاربي الأوربي في 31 أكتوبر المقبل.

 

وفي هذا السياق أظهرت بيانات إسبانية رسمية أن سوناطراك ضخت كميات قياسية من الغاز على هذا البلد شهر ماي الماضي ومثلت صادراتها أكثر من 55 بالمائة من حاجيات إسبانيا، وهي معطيات أظهرت بالملموس مدى هاجس الخسارة التي ستتكبدها الجزائر في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر منها.

 

وتشير وثيقة لهيئة تسيير ومراقبة مخزونات الطاقة الإسبانية “CORES”، تتعلق بواردات اسبانيا من الغاز ، أن سوناطراك ضخت الغاز بأقصى طاقتها إلى إسبانيا في هذا الشهر، و حسب العارفين بخبايا الأمور فتقرير هيئة تسيير مخزونات الطاقة كان مجانبا للصواب بعدما ارجعت سبب ارتفاع ضخ كميات الغاز الى “الحركية الاقتصادية التي تحركت نوعا ما وبداية التخلص من قيود فيروس كورونا”.

 

والواقع ان  السبب الرئيسي راجع الى تخوفات كل من اسبانيا و الجزائر بعدم تجديد  المغرب عقد أنبوب الغاز المغاربي الأوربي المعروف باسم “بيدرو فاران دورال”، الذي يمر عبر المغرب ويصل إلى جنوب اسبانيا.. والذي سيكون له تأثير مباشر على الاقتصاد الجزائري ، خاصة بعد انسحاب شركة ” بريتيش بيتروليوم” البريطانية من الجزائر.

 

وبلغة الأرقام– حسب نفس المصدر-  فقد ضخت سوناطراك كميات وصلت 18.123 جيغاواط/ ساعة، خلال الشهر الماضي، ما يمثل 55.4 من إجمالي حاجيات اسبانيا المستوردة خلال الشهر ذاته، بعد أن كانت في حدود 14.685 جيغاواط/ ساعة في ابريل الماضي، وبخصوص الكميات المصدرة فإن 15.635 جيغاواط/ ساعة عبارة عن غاز طبيعي تم تصديره عبر خطي الأنابيب ميدغاز والأنبوب المغاربي الأوربي، و2.488 جيغاواط/ ساعة عبارة عن غاز طبيعي مسال “GNL”.

 

الغريب في الأمر ان الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك، توفيق حكار، لا زال يمني النفس في تجديد عقد أنبوب الغاز بين المغرب والجزائر، اذ سبق وأن صرح قبل أيام بأنه إذا كان طلب جديد على هذا الأنبوب ستكون هناك محادثات.. واكيد ان أضغاث احلام السيد رئيس شركة سوناطراك بخصوص تجديد عقد أنبوب الغاز، ستصطدم بالمثل المشهور “الصيف ضيعت اللبن”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)