الدوزي ولد كولوش.. واش ضرب “الشيتة” لأخنوش.. ولا مارس حقو في التعبير؟

لم يتوقف حتى اليوم الجدل حول تقاسم الفنان إبن حي كولوش بوجدة، عبد الحفيظ الدوزي، لما يعرف بالإلتزامات الخمسة التي صرح بها عزيز أخنوش وزير الفلاحة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي، كالتزامات سيعمل أخنوش ورفاقه على تنزيلها في حالة قيادته للحكومة.

لا مجال للتذكير هنا بكل الإلتزامات، والتي ضمنها توفير مليون منصب شغل، لكن الأسئلة التي تنتصب اليوم أمام إستمرار الجدل والتعليقات الجارحة في الكثير من الأحيان في حق الفنان الدوزي، هي كالتالي:

 

هل سعى الدوزي لتلميع صورة أخنوش من خلال الإشادة بالإلتزامات التي قدمها، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون تعبير عن رأي في إلتزامات يمكن لجميع المواطنين مهما اختلفت مواقعهم إبداء الرأي فيها؟

 

لا يمكن تجاهل السياق في فهم كل ما جرى ويجري، على اعتبار السياق جزء مهم من فهم أية ظاهرة أو نقاش، فالسياق اليوم كما يعلم الجميع، سياق إنتخابي، وبالتالي كل ما يرتبط بهذا السياق، يحمل درجة عالية من الحساسية لدى المواطنين، سواء في الاتجاه السلبي أو الإيجابي، وبالتالي كان من الطبيعي أن تكون هناك ردود أفعال تجاه ما شاركه الدوزي، وبالخصوص أن أخنوش يقدم نفسه وحزبه بديلا للحزب الحاكم، حزب العدالة والتنمية القائد للائتلاف الحكومي.

 

لا ينكر العديد من المتابعين، أنه لو إختلف السياق وتعلق الأمر بزمان آخر غير زمن الانتخابات، والإشادة بإنجازات أخنوش، لما كان رد الفعل القائم اليوم، أو لكان أقل حدة.

 

ثم إن العديد من المتابعين، يعتمدون في تشكيل موقفهم، وإعتبار ما قام به الدوزي “تلميع” لصورة أخنوش، لوجود علاقة “تجارية” تكمن في الإشهارات التي سبق للدوز أن نفذها لصالح بعض شركات عزيز أخنوش، كشركة أفريقيا للمحروقات، فهذه “العلاقة” ربطها البعض مع ما حصل ربطا “ميكانيكيا”.

لكن رغم ذلك، هل موقعه كفنان يحتم عليه إلتزام الحياد، في التنافس الانتخابي؟ لا يوجد من الناحية القانونية ما يمنع الفنانين في التعبير عن أرائهم بل وحتى الاعلان الصريح عن دعهم لهذا الحزب أو ذلك، أو لهذا المرشح أو ذاك، بل في الكثير من الأحيان تلجأ بعض الأحزاب السياسية بشكل واضح لخدمات هؤلاء الفنانين والمؤثرين لإقناع الرأي العام بصواب برنامج “الفاعل السياسي” المدعوم.

 

حتى الان الدوزي يؤكد أن مشاركته للمنشور المعني جاء بعدما “صادفه” في مواقع التواصل الإجتماعي، وبالتحديد في فايسبوك الذي يمتلك فيه صفحة تحوز إعجاب أزيد من ثمانية ملايين شخص.

 

لقد دفعته التعليقات التي صدرت من المئات من معجبيه، وبالخصوص السلبية منها، إلى الحضور إلى اللقاء التواصلي الذي عقده حزب التجمع الوطني للأحرار بوجدة أخيرا، ونشطه رئيس الحزب عزيز أخنوش، وهناك أكد من جديد على أنه لا ينتمي لأي حزب سياسي، وأنه في حالة وجود برنامج يضاهي أو أحسن مما يقترحه الأحرار سيقوم بمشاركته والإشادة به.

 

من الواضح أن الخطوة التي قام بها الدوزي، بالتوضيح، راجعة بالأساس إلى رغبته بعدم تصنيفه في سبورة أخنوش، ليس لكونه لا يرغب في وجود علاقة قد تنفعه من الناحية التجارية في المستقبل، بل يستحضر أكثر من معطى في هذا الإطار، وبالخصوص تعاطي المواطنين مع بعض الأحداث التي كان أخنوش جزء منها، كالمقاطعة الشعبية لبعض المنتجات، وهو التصنيف الذي يمكن أن يؤثر على مساره الفني والمهني.

 

حسب العديد من المتابعين، الدوزي، لم يقم سوى بفعل عاد، يمكن أن يأتيه أي مواطن انطلاقا من الحق في إبداء الرأي والتعبير، لكن في كثير من الأحيان، إذا لم يكن لخطوة كهذه جميع مقومات الدفاع عنها، بالشجاعة والوضوح الكافي، قد تشكل عامل سلبي على الفنان بالخصوص.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)