تلقيح المغاربة إختياري أم إجباري؟.. ضُعف تواصل المسؤولين يغذي إشاعات المغرضين

منذ الإعلان عن إعطاء الملك محمد السادس أوامره من أجل الإعداد لعملية تلقيح واسعة لكافة المغاربة خلال الأشهر القليلة المقبلة، إبتداءً من سن 18 عاماً، بدأت تتناسل الإشاعات والأخبار المغلوطة بخصوص هذه العملية الحسّاسة التي تهم صحّة المواطنين، خاصة في ظل غياب التواصل من الجهات المختصّة ما غذّى الإشاعة أكثر.

أكثر ما يتخوّف منه المغاربة، وفق ما رصدته جريدة “شمس بوست” الإلكترونية، على منصّات التواصل الإجتماعي “فايسبوك” و”تويتر” وغيرها، هو مدى نجاعة اللقاح الصّيني الذي أعلن المغرب إعتماده بعد مشاركته في تجاربه السريرية والذي تصنّعه الشركة العالمية ذائعة الصّيت في المجال “فايزر”.

هذا، إلى جانب مدى سلامة اللقاح من حيث المضاعفات الجانبية التي يحتمل أن يتسبّب فيها، خاصة وأن الفئة الأولى التي ستخضع للتلقيح، وفق بلاغ الديوان الملكي في هذا الصّدد، هم “كبار السن والمرضى والفئات الهشة للفيروس”، إلى جانب الشريحة الواسعة من موظفي الصفوف الأولى في مواجهة الوباء ويتعلّق الأمر برجال الصّحة والأمن والتربية الوطنية.

تساؤلات مثل هذه وأخرى، يرى المتابعون لهذا الموضوع، أنه كان يجب أن تنتهي بندوة صحفية واحدة على الأقل لوزير الصّحة خالد آيت الطالب، المسؤول الأول عن القطاع، إلى جانب سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، مشيرين إلى أن تصريح أو إثنين في جريدة معيّنة أو قناة إخبارية لا يكفي لطمئنة المغاربة الذين يعيشون أياماً إستثنائية.

وفي السّياق ذاته، وفي غياب تواصل الجهات المختصة، إنتشرت مساء أمس الأربعاء، وثيقة “مشروع قانون” على مواقع التواصل الإجتماعي، تؤكّد “عزم الحكومة المغربية على إجبار المغاربة على الخضوع للتلقيح المُضاد لفيروس كورونا”، الوثيقة نفسها ذُيلت بعقوبات تصل حد السّجن في حق “من إمتنع أو إختفى أو أخفى شخصاً عمداً قصد الحيلولة دون أخذ اللقاح”.

ورغم مسارعة وزارة الصّحة إلى نفي صحّة هذه الوثيقة، عبر قُصاصة على صفحتها الرّسمية على موقع “فايسبوك” ثم تلاها بلاغ رسمي وتدوينة لرئيس الحكومة يدعو فيها إلى “أعلى درجات الحيطة من الأخبار الزائفة”، إلا أن الوثيقة “المفبركة” واصلت الإنتشار وباتت لدى العديد من المغاربة قناعة بأن “الجميع سيخضع للّقاح بشكل إجباري”.

رئيس الحكومة الذي أكد، مساء اليوم الخميس بالرباط، أن اختيار المغرب للقاح ضد فيروس كوفيد-19 ينبني على معياري الأمان والفعالية، وأن توفره لا يعني التراخي في مواجهته، يواصل في اليومين الأخيرين محاولات للتوعية عبر صفحته الشخصية على موقع “فايسبوك” التي يتابعها ما يُقارب نصف مليون شخص.

وفي آخر تدويناته، دعا العثماني إلى عدم التهاون والتراخي من قبل المواطنات والمواطنين، في التعاطي مع فيروس كورونا المستجد، بعد الإعلان عن توفر اللقاح، مشيرا إلى أن الوضعية الوبائية في بلادنا اليوم مقلقة، لإزدياد الحالات الحرجة وحالات الوفاة يوما بعد يوم، فيما أكّد أنه “ستنطلق قريباً حملة لتوضيح جميع الجوانب المرتبطة بعملية التلقيح ليكون جميع المواطنين على علم بأسسها، وسبل إجرائها، والمُستندات التي ستعطي للناس الثقة في أمان وفعالية اختيار المغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)