حكاية طفل جاء للتخييم بالسعيدية وعاد إلى الدار البيضاء محمولا في صندوق

غادرت مساء أمس سيارة إسعاف مستودع الأموات بمستشفى الدراق لمدينة بركان في اتجاه مدينة الدار البيضاء، وهي تحمل جثمان طفل جاء إلى مدينة السعيدية للتخييم والاستماع بمياه شاطئها الجميل، إلا أن مياه هذا الشاطىء أبت إلا أن تبتلع جسده النحيف، وتأخذ منه روحه الطاهرة، وترسله إلى أهله وذويه جثة هامدة داخل صندوق خشبي لإلقاء آخر النظرات عليه، قبل حمله إلى المقبرة لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير.

كان الطفل “حمزة” يمني النفس بأن يعود إلى مدينة الدار البيضاء وذاكرته تحمل مجموعة من اللحظات الممتعة التي قضاها بالمخيم الصيفي بالجوهرة الزرقاء رفقة أصدقاءه الأطفال، ليحكيها إلى أفراد أسرته وأصدقائه بحماس وبعفوية كما هو حال الأطفال في مثل سنه.

كان رفاق “حمزة” يتمنون أن يكون بجانبهم خلال رحلة العودة إلى ديارهم، وهم يرددون الأناشيد والأغاني التي تعلموها في المخيم، إلا أن الأقدار شاءت أن تكون رحلة العودة بدون الطفل “حمزة” الذي كتب له أن يعود قبل موعد إنتهاء مرحلة التخييم جثة هامدة وسط صندوق خشبي وعلى متن سيارة نقل الأموات.

الطفل “حمزة” مستفيد من المرحلة الخامسة ضمن برنامج العطلة للجميع بالمخيم الصيفي للسعيدية التابع لوزارة الشبيبة والرياضة.

وكان قد لقي حتفه صباح أمس الخميس غرقا بالشاطئ أثناء مزاولته للسباحة رفقة أصدقاءه.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)