مسيرات غريبة (الحلقة 11): النساء والأطفال والرضع في مسيرة غاب عنها الرجال نواحي خنيفرة!

لم تجد تنسيقية نساء قرية القباب ناحية خنيفرة، قبل 4 سنوات، من وسيلة للضغط على الجهات المسؤولة، وإبلاغها مطالب الساكنة، سوى لملمة همم النساء، ودفعهن للخروج إلى الاحتجاج، داخل وخارج القرية.

مشهد احتجاجات المواطنين بمركز القباب لم يكن جديدا، على اعتبار أن تنظيم الوقفات الاحتجاجية، والمطالبة بالحقوق، شكلت طقسا شبه يومي لشباب ورجال القرية، لكن المثير في مسيرة ماي 2014، ومسيرات أخرى لاحقة، هو خروج نساء البلدة في “معركة” انفرادية، سواء عبر تنظيمهن مسيرة داخل مركز القباب، أو خروجهن في مسيرة على الأقدام في اتجاه عمالة إقليم خنيفرة.

مطالب النساء كانت محصورة في ما هو اجتماعي؛ تحسين الخدمات الطبية بالمستشفى المحلي، وإصلاح البنية التحتية للبلدة، فضلا عن إنشاء مرافق لاحتضان أبناء وبنات القرية، وتجنيبهن آفات المخدرات والانحراف.

انطلقت المسيرة في صباح أحد أيام شهر ماي 2014، وكان لافتا للانتباه غياب الرجال عن صفوفها؛ نساء يحملن أطفالهن الرضع، وأخريات يهتفن، ويرفعن الشعارات والأعلام الوطنية، ويطلقن الزغاريد، غير آبهات بمحنة الطريق في اتجاه عمالة إقليم خنيفرة.

السلطات المحلية بذلت مجهودا كبيرا لثني النساء عن مسيرة خنيفرة، لكن “تنسيقية المرأة” كان لها رأي مخالف، وخرجت تحت أنظار الجميع، بمن فيهم رجال المحتجات، الذين صفقوا لمقترح مسيرة بدون رجال، في خطوة وصفت ب” السابقة”.

المسيرة الاحتجاجية، التي رافقتها قافلة الدرك، توقفت في منحدر ” دونا”، بسبب تدخل السلطات الإقليمية، وأطراف أخرى، وعدت المحتجات بالاستماع لهن، والإستجابة لملفهن المطلبي، خاصة ما يتعلق بتحسين أوضاع المركز الصحي، في وقت كان الجميع ” ساخطا” إثر وضع امرأة حملها في حديقة مستشفى القرية، ووفاة شخص آخر، بسبب غياب المداومة الليلية.

منذ ذلك التاريخ، ما زالت ساكنة القباب، رجالها ونساؤها، ينتظرون نهوضا حقيقيا بأوضاع القرية، التي شهدت ولادة مركز استشفائي جديد، وتطور نسبيا على مستوى شبكة الطرق، والبنية التحتية الداخلية.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)