أمينة..صرخة طفلة لا ترى ولا تسمع و لم تتذوق النوم منذ 5 سنوات

أطفأت الطفلة أمينة بوجخروط، منذ يومين شمعتها الخامسة وسط أسى  وحيرة أسرتها بمدينة جرادة، بسبب ظروفها الصحية غير العادية، والمصاحبة بمرض  لم يستطع الأطباء تحديد نوعه لحد الآن، بعد أن لازمها طيلة خمس سنوات كلها ألم وعذاب.

 

خمس سنوات مرت على ولادة الطفلة أمينة التي بدل أن تجد نفسها مثلها مثل باقي الأطفال تمارس حقها الطبيعي في اللعب والدراسة، وجدت نفسها متنقلة بين المستشفيات المغربية دون أن يستطع أحد تحديد نوع المرض الذي تعاني منه والذي ولد معها.

 

بالإضافة الى كون الطفلة تعاني من أزمة حادة تفقد من خلالها وعيها، وكذا البكاء والألم المتواصل بالليل والنهار طيلة خمس سنوات، فهي تعاني من عدم نمو جسمها بشكل طبيعي، ومصابة بالعمى والصمم.

 

هذه الحالة المزرية التي عاشتها وتعيشها أمينة دفعت بأسرتها إلى طرْق أبواب الكثير من المستشفيات المغربية بحثا عن العلاج، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل ولم يستطع أحد حتى تحديد نوع المرض بعد أن تعددت افتراضات الأطباء الذين جربوا كثيرا من الأدوية على جسدها الصغير والمنهك لكن دون جدوى.

 

طفلة لا تنام إلا نادرا

 

يحكي والدها بأسى وحزن عميقين لسمش بوست قصة ابنته التي لا تنام إلا نادرا بسبب شدة الالم “.

 

“فقد بدأ مرضها في الشهر الأول من ولادتها وذلك لكثرة البكاء ليلا نهارا دون نوم “هكذا بدأت القصة يقول ولدها قبل أن يسترسل: “و عندما إشتد بها الأمر، قمنا بأول زيارة للمستشفى الإقليمي بجرادة، فعاينها الطبيب الذي أكد لنا أنه مجرد ألم في بطنها، ثم وصف لها بعض الأدوية لكن حالتها ظلت كما هي، وتكررت الزيارات إلى هذا المستشفى  دون جدوى”.

 

رحلة البحث عن العلاج

 

وتابع الأب حديثه بقلب منفطر: “إلى أن ظهرت تغيرات أخرى على صحتها واشتد المها بسبب ما وصفه الأطباء (لكريز ) فتم إحالتها على  مستشفى الفارابي بوجدة حيث رقدت لما يزيد عن أسبوع بعد تشخيص حالتها لكن دون تغيير يذكر”.

 

ثم بعدها تمت إحالتها على المستشفى الجامعي، و بعد عدة لقاءات مع الأطباء هناك كانت إجابتهم “انهم لايتوفرون على علاج لمثل هذه الحالات” يضيف الأب.

 

ويضيف المتحدث نفسه أنه “عندها  طلبت من المستشفى الجامعي أن يحيلها على أحد الإختصاصين في مستشفى عمومي بمدن أخرى، كان الجواب أن لا أحد يمكن أن يجد العلاج لهذه الحالة المرضية”.

وأبرز خالد بوجخروط “ثم انتقلت إلى المرحلة الثانية من البحث، إذ  حاولت طرق أبواب القطاع الخاص لكن لا شيء تغير، الى ان استسلمت للأمر الواقع بعد خمس سنوات من البحث عن العلاج”.

 

واستطرد الأب بكلامات تعكس حجم المعاناة التي تعيشها الأسرة والابنة ” وتزامنا مع حراك جرادة تدخل بعض المسؤولين على خط ملف ابنتي وتم  إرجاعها للمستشفى الجامعي، على أساس الحصول على تقرير طبي شامل ومفصل عن حالتها، وخضعت لبعض الفحوصات والتحاليل وتم جمع ملفها الصحي وفي الأخير طلبوا مني إخضاعها للفحص  بسكانير (الفحص بالرنين المغناطيسي) بالمصحات الخاصة التي رفضت اخضاعها للفحص بمبرر بنيتها الجسدية الضعيفة في حين تم رفض اخضاعها للفحص بالمستشفى الجامعي بمبرر أن جهاز السكانير غير مشغل” يضيف الأب.

 

حالة الطفلة

 

يقول الأب أنه بعد أن أغلقت جميع الأبواب في وجهه ووجه ابنته المريضة أنه استسلم للأمر الواقع، “ابنتي الآن طريحة الفراش بالمنزل ولا زالت على حالها تموت بين أيدينا في صمت دون أن ندري ما سنقدمه ولا ما سنؤخره، بينما المها يشتد، وبكاؤها لا يتوقف، و النوم لا يقض جفنها، بالاضافة إلى الاعاقة  الجسدية و الذهنية، لاترى، لا تتكلم، تصاب بالصرع حتى الإغماء، وتعاني من ضيق التنفس و القبط ومشاكل صحية أخرى”.

 

أصوات مناشدة

 

أمام استمرار الحالة المرضية للطفلة أمينة، تعالت عدة  أصوات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب المسؤولين على القطاع الصحي بالتدخل العاجل لإنقاذ الطفلة البريئة، إما باخضاعها للعلاج في المستشفيات الخاصة بالمغرب، أو إحالتها على مستشفيات خارج البلد خاصة، وأن الحالة الاجتماعية لأسرتها مزرية.

 

فضلا على أنه وفق نفس المصدر “من غير المعقول واللانسانية ترك طفلة بريئة تموت قطعة قطعة دون علاج، في الوقت الذي نجد فيه أن الحق في الحياة وفي العلاج يأتي على رأس لائحة حقوق الإنسان التي يلتزم المغرب بضمانها انسجاما مع ما وقعه من التزامات ومواثيق دولية”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)