في زمن ترشيد الماء بوجدة..ضيعة بعوي تستهلك الماء بالرش بدون حدود

يبدو أن والي الجهة معاذ الجامعي، عندما يتحدث عن مجهوداته في قطاع الماء في سياق الأزمة التي تعيشها المنطقة الشرقية عامة و وجدة بالخصوص، لا يعرف ما يجري من حوله، و البون الشاسع بين القول والواقع.

 

فإذا كانت السلطات قد أجبرت أرباب الحمامات و محلات غسل السيارات، على الاغلاق لثلاثة أيام في الأسبوع، بدعوى ترشيد الاستهلاك، وفي زمن فرض القيود على بعض المزروعات، فإن هناك من يقوم باستنزاف الفرشة المائية على بعد عدة كيلومترات فقط من ولاية جهة الشرق، وعلى مرأى ومسمع السلطات المحلية.

و رصدت “شمس بوست”، ضيعة على مساحة تقدر بنحو 18 هكتارا، تقوم بالري بنظام الرش بشكل مكثف. ففي الوقت الذي لاحظت الجريدة أن كل الأراضي المجاورة لها قاحلة لا زرع فيها ولا نبات، بالرغم من توفر بعضها على أبار، إلا من بعض الشجيرات التي تغالب الزمن و الجفاف، فإن الضيعة المعنية مخضرة وينمو زرعها بشكل مستمر بفضل المياه الوفيرة التي تسقى بها.

 

خلال التقصي في الموضوع، تبين أن الضيعة المعنية تعود ملكيتها وفق مصدر الجريدة لعبد الرحيم بعوي، رئيس مجلس جماعة عين الصفاء، و شقيق عبد النبي بعوي رئيس مجلس جهة الشرق والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، المعتقلين على خلفية ملف “اسكوبار الصحراء”، اقتناها إلى جانب أراضي أخرى تقدر بالهكتارات بجماعة سيدي موسى لمهاية.

 

وحسب مصادر الجريدة، فإن الضيعة التي تقع بدوار ولاد الضيف، وبالرغم من الأسئلة المطروحة حول طريقة اقتنائها باعتبارها تنتمي للأراضي السلالية، في حين أن مالكها الجديد ليس من ذوي الحقوق، فإن أكثر ما يطرح الأسئلة هو استمرار الضيعة المعنية في استهلاك المياه بشكل مفرط، إلى الدرجة التي أضحى معه السكان المجاورون يشتكون من انخفاض منسوب المياه.

بل أكثر من ذلك، يتسائل بعض أبناء المنطقة، عن ما إذا كان المعني حاز على ترخيص حفر الثقب المائي أو الأثقاب المائية التي يستخرج منها كل تلك الكمية الكبيرة من المياه التي تضمن له الري بالرش طوال النهار، أم أنه استغل موقعه ونفوذه ونفوذ شقيقه للحفر.

 

واستبعدت المصادر نفسها أن يكون قد حاز على ترخيص من المصالح المعنية أو أن تكون الضيعة المعنية موضوع مشروع استثماري فلاحي، بالنظر إلى الموقع الذي شيد فيه “خزان المياه”، والذي أقامه على محرم الطريق، ما يشكل خطرا كبيرا على مستعملي الطريق خاصة في ظل سعته الكبيرة.

 

وفي نفس الوقت تسائلت المصادر ذاتها عن دور السلطات تجاه كل الأعمال التي تمت بما فيها حيازة ترخيص البناية التي توجد في الضيعة، في الوقت الذي تواجه نفس السلطات المخالفين من عامة المواطنين بالحزم الكبير.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)