في زمن ترشيد الماء بوجدة..ما رأي الجامعي في غرس الدفلة في المدخل الغربي؟

في الوقت الذي ينقطع الماء عن مدينة وجدة بشكل منتظم بحجة الأشغال الجارية في قناة الجر، وفي الوقت الذي أصدر عامل الإقليم أسوة بباقي العمالات قرارا لتنظيم عمل الحمامات ومغاسل السيارات، بإجبارها على إغلاق أبوابها ثلاثة أيام في الأسبوع، تجري أعمال تهيئة المدخل الغربي للمدينة باستعمال بعض النباتات المعروفة باستهلاكها للمياه، والتي تنبت أصلا بشكل تلقائي في الأودية وضفافها من قبيل الدفلة.

 

ومنذ أيام تجري أشغال غرس “الدفلة” على محارم طريق المدخل الغربي، من قبل الشركة  التي ألت إليها صفقة “إنجاز أشغال صيانة وتهيئة المساحات الخضراء للمدخل الغربي لمدينة وجدة”، التي منحتها وكالة تنمية أقاليم وعمالة جهة الشرق.

وبحسب بعض المختصين فإن الدفلة بحاجة إلى المياه، وما وجودها في الأودية إلا دليل على حاجتها المستمرة للمياه، وفي ظل الأزمة الحالية التي تعاني منها مدينة وجدة وعموم المغرب، وفي ظل دعوة السلطات إلى ترشيد الماء يصبح غرس هذه النبتة معاكسا لكل دعوات الترشيد، ويجعل من خطاب السلطات الاقليمية في واد والواقع في واد أخر.

 

وبحسب مختص في الزراعة، فإنه حتى وإن لم تكن هذه النبتة التي غرست على مسافة كبيرة من المدخل الغربي، لا تستهلك المياه، فإنها كأية نبتة تغرس تحتاج على الأقل لستة أشهر من الري، وهو أمر غير ممكن في الوقت الراهن في ظل الإجهاد المائي الذي تعاني منه عاصمة الشرق.

وحتى سقيها بالمياه المعالجة ليس ممكنا في الوقت الحالي، إذ أن السلطات لم تنتبه إلى تسريع التوقيع على الاتفاقية الخاصة بهذا الأمر إلا أخيرا، حتى اشتدت الأزمة، حيث ستنظر جماعة وجدة على سبيل المثال، في الاتفاقية المتعلقة باستغلال المياه المعالجة في ري المساحات الخضراء في دورتها لشهر فبراير الجاري، وهي الدورة التي لم تعقد جلستها الأولى التي كانت مقررة اليوم بسبب عدم توفر النصاب.

 

وبحسب الوثائق المتوفرة، فإن صفقة “إنجاز أشغال صيانة وتهيئة المساحات الخضراء للمدخل الغربي لمدينة وجدة”، كلف الوكالة نحو 536 مليون سنتيم، وبالرغم من تعليق اللوحة التي تشهر بيانات المشروع إلا أنه لم يتم الاشارة فيها إلى هذا المبلغ.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)