بعد اعتقال بعيوي ومن معه .. الشارع الوجدي يتطلع لمستقبل أفضل 

استأثر ملف رئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعوي، الذي أودع بسجن عين السبع بالدارالبيضاء، مع شقيقه و صهره وعدد من الأسماء الأخرى، باهتمام الرأي العام المحلي بالمنطقة الشرقية وبخاصة بمدينة وجدة.

 

لا حديث في مقاهي المدينة و صالوناتها و فضاءاتها العامة إلا عن هذا الملف وتفاصيله، حيث يبدي الرأي العام اهتماما كبيرا بهذا الملف بالنظر للأسماء المعنية بها وبالنظر أيضا للتهم الكبيرة الموجهة إليهم.

 

وكان قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء، قد أمر في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، بإيداع بعيوي و 19 أخرين، السجن المحلي عين السبع، وملاحقتهم بتهم من بينها مسك المخدرات ومحاولة تصديرها، و التزوير واستعماله، وغيرها من التهم، على خلفية الشكايات التي تقدم بها مواطن مالي يدعى “الحاج المالي”، أو “اسكوبار الصحراء”، معتقل في سجن الجديدة على خلفية عملية كبرى لتهريب المخدرات، حيث اتهم بعيوي وأسماء أخرى بالسطو على عقاراته وممتلكاته وأمواله.

 

و وفق العديد من المواطنين الذين استطلعت “شمس بوست” آرائهم، لامست الجريدة الكثير من التفاؤل، حيث عبر عدد منهم عن ارتياحه لمباشرة التحقيقات و انجاز المتابعات في حق الأسماء المعنية خاصة وأن الرأي العام كان يتداول معطيات متعلقة بأنشطة بعض الموقوفين وكانوا يتسائلون ما إذا كانت ستطالهم يد العدالة.

 

ومرد التفاؤل أيضا، كون أن الرأي العام كان ينظر لبعض الأسماء وعلى رأسها بعوي، بكونها أسماء لا يمكن مسها، وأنها فوق القانون، خاصة مع حصوله على البراءة في الملف المعروف بملف “تبديد المال العام” الذي نظرت فيه أول مرة استئنافية فاس قبل أن يحال على استئنافية الرباط.

 

و الواقع أن جزء مهم من الرأي العام، بالرغم من أن المتهمين يسري عليهم كأي متهم مبدأ “المتهم بريء حتى تثبت إدانته”، إلا أنهم يستحضرون هذا الملف، كتعبير عن رغبة الدولة في التوجه نحو السرعة القصوى لمحاربة الفساد”.

 

بل هناك قناعة اليوم وسط الرأي العام المحلي أن الجهات العليا، عازمة على القطع مع كل مظاهر “التغول”، في المجتمع من قبل الأشخاص الذين نسجوا شبكة واسعة من العلاقات من أجل خدمة المصالح الشخصية، حتى ولو كان ذلك قد يشكل خطرا على الدولة ككل. وما المعطيات التي تكشفت من التحقيقات المنجزة في شبكة “بعيوي” والتي نقلت جزءا منها جريدة “الصباح” أخيرا والمرتبطة باختراق الشبكة للجنود على الحدود لتسهيل نشاطها، إلا دليل على ذلك.

 

الواقع أن هذا الملف أحيا الأمال في نفوس المواطنين بالمنطقة، الذين يتطلعون لمستقبل أفضل للجهة، بعد سنوات عصيبة مضت، والتي ساهم فيها وجود ثلة من المسؤولين الذين لم يستطيعوا بلورة رؤية تنموية تجيب عن المعضلات الاقتصادية والاجتماعية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)