بني ريص.. أمال سياحية ترزح تحت وطأة التهميش

استبشرت ساكنة قرية بني ريص التابعة لجماعة سيدي على بلقاسم إقليم تاوريرت خيرا، بزيارة عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة  قبل أزيد من شهرين.

 

وكانت انتظارات الساكنة تتوق إلى انعكاس هذه الزيارة على الواقع المرير والهشاشة التي تعيشها المنطقة منذ عقود.

 

“لم يتغير أي شيء، وذهب الوزير، وبقيت المنطقة تعاني التهميش” بهذه العبارة بدأ أحد الفاعلين الجمعويين حديثه لشمس بوست، وهو يتحدث بمرارة عن جمال الطبيعة بالمنطقة في مقابل التهميش الذي تعيشه دون أن يكون لها حظ من التنمية.

وتجمع الساكنة على أن قريتهم التي  تتواجد بموقع استراتيجي وبمؤهلات سياحية رائعة لازالت تعيش بأوضاع زمن غابر.

 

ويعزى ذلك إلى عدم إعطائها الاولوية من طرف مسؤوليها الذين “يقضون سنوات ولاياتهم الانتخابية في الوعود دون جدوى، حتى أصبحت القرية يضرب بها المثل في رداءة البنية التحتية”  على حد تعبير عدد من الساكنة.

 

البنية التحتية المهترئة

 

في هذا الصدد قال بلقاسم ضرضور، وهو أحد من سكان المنطقة لشمس بوست، أن قرية بني ريص، تعاني من الهشاشة في كل المجالات متسائلا: “نستغرب لماذا تعيش قريتنا كل هذا التهميش دون تدخل مسؤولينا سواء في المجلس الجماعي او المجلس الاقليمي لتحسين بنيتها التحتية المهترئة”.

وفي سياق متصل أضاف الصديق اليعقوبي، وهو فاعل جمعوي بالمنطقة متحدثا بتفصيل إلى شمس بوست عن البنية التحتية وعن التهميش الذي تشهده القرية.

 

الطرق

 

و قال اليعقوبي وهو يتحدث متأسفا عن ما آلت إليه أوضاع المسالك الطرقية بقريته التي أضحت غير  صالحة: “إننا نعاني كثيرا كلما مررنا بهذه المسالك الوعرة التي تربط دواويرنا على مسافة تقدر ب 20 كلمتر، وتزداد معاناتنا كلما هطلت الأمطار إذ نجد أنفسنا عالقين ومنعزلين عن العالم الخارجي، دون أن تتدخل الجهات المعنية لإصلاح ما يمكن إصلاحه”.

 

الماء الصالح للشرب

 

يتابع اليعقوبي حديثه بالتأكيد أنه فيما يخص الماء الصالح للشرب بالقرية، لازال السكان يستعملون الدواب لتوفير حاجياتهم منها “نتنقل لمسافات تزيد عن خمس كلمترات لجلب قطرات من الماء من الأبار التي تتواجد في أبعد نقطة في القرية وهي تفتقد أصلا إلى الجودة وظروف السلامة الصحية” يضيف اليعقوبي.

وأبرز ذات المتحدث أنه “رغم أن الساكنة تفاءلت خيرا بالانتهاء من مشروع مد بعض الدواوير بالماء الشروب منذ أزيد من سنة، إلا أنه لم تعطى انطلاقته بسبب عدم قدرة الساكنة على أداء تكاليف الربط التي تقدر بأكثر من 9000 درهم لصالح المكتب الوطني للماء الصالح للشرب”.

 

وطالب اليعقوبي المجلس الإقليمي والجماعي بسيدي علي بلقاسم التدخل لدى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب o.n.e.p لإيجاد حل قصد فتح المشروع في وجه الساكنة التي تعاني من العطش”.

 

الصحة

 

كشف عدد من السكان لشمس بوست، أن القرية تتوفر على مستوصف وحيد، لكن بدون طبيب وبدون سيارة اسعاف.

وأبرز “قاسم” وهو من سكان القرية  إنه “إذا ما قدر الله وأن أصيب أحدنا بمرض، أو مخاض الولادة فانه يتم نقله لمسافة 48 كلم الى المستوصف بدبدو عبر سيارات نفعية في ظروف غير صحية”.

 

وطالب في هذا السياق بتعميم المرافق الصحية، و بتوفير طبيب وسيارة إسعاف للقرية التي تعاني كثيرا في المجال الصحي

 

التعليم

 

طالبت الساكنة بإعطاء الأهمية للمرافق التعليمية، بالإضافة إلى توفير سيارات النقل المدرسي للتلاميذ الذين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام تتجاوز 3 كيلومترات.

خاصة وأن تنقلاتهم تتم في الكثير من الحالات في ظل التقلبات المناخية للوصول إلى مدارسهم التي بدورها تفتقد وفق السكان “إلى أبسط شروط الدراسة، حيث تنعدم فيها المراحيض، والماء الصالح للشرب، وكذا الأسوار لحمايتها من الأخطار الخارجية”.

 

قبل أن يتدخل أحد المواطنين ويؤكد بأن السكان يعيشون التهميش على مختلف المستويات “إننا نعيش التهميش الممنهج، فحتى المسجد الذي كنا نصلي فيه بدوار ولاد شريف الذي جرفته المياه منذ سنة لم يتم إعادة بناؤه ولايزال خرابا منذ ذلك الحين” يقول نفس المتحدث.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)