بعد الاتصال بالوزراء و “الباطرونا”..الوالي الجامعي لم يكشف أسباب إلغاء فعاليات تخليد الذكرى 19 لخطاب الملك بوجدة

والي جهة الشرق، معاذ الجامعي، تنطبق عليه هذه الأيام مقولة “سبق العرس بليلة”، ذلك أنه كان من المفروض أن يجري اليوم الاحتفاء بذكرى الخطاب السامي لجلالة الملك محمد السادس الذي وجهه للأمة من مدينة وجدة يوم 18 مارس 2033، و أعلن عبره عن إطلاق مبادرة لتنمية الجهة الشرقية، من خلال أنشطة وفعاليات يحضرها وزراء ومسؤولين على مدار يومين، لكن لا شيء من هذا حصل ولم تعرف أسباب التأجيل حتى اليوم.

 

الوالي منذ أكثر من شهر وهو يروج لهذا الاحتفال وهذا التخليد الذي ظهر من خلال حديثه أنه لن يكون مجرد تخليد للخطاب، بقدر ما ستكون الفعاليات التي كان من المرتقب أن تشهدها مدينة وجدة والسعدية اليوم وغدا بمثابة إعلان عن ولادة مرحلة جديدة مكملة للمرحلة السابقة، التي شهدت ضخ 140 مليار درهم من الاستثمار العمومي لتعزيز البنية التحتية.

 

الوالي الجامعي، كشف عن بعض تفاصيل هذه المحطة، خلال توقيع اتفاقية توطين شركة APTIV  في يناير الماضي، وقدم تفاصيل إضافية في دورة مجلس جهة الشرق الأخيرة، المكان المفضل للوالي لكشف تفاصيل انجازاته.

 

لقد قيل بأن هناك تحضيرات كبيرة لجعل الذكرى 19 للخطاب الملكي، محطة بارزة ومهمة يحضرها 4 وزراء على الأقل، ووفد هام من الاتحاد العام لمقاولات المغرب وغيرها من الفاعلين في المجال الاقتصادي لتقديم ملامح المرحلة المقبلة، وتوقيع إتفاقيات مهمة تؤسس لهذه المرحلة.

 

الجميع كان ينتظر هذه المحطة، ليكشف فيها الوالي الجامعي الذي بدى من الوهلة الأولى، أنه مهندس هذه الفعاليات، عن مستقبل المنطقة التي تعاني من تداعيات أزمة الجفاف الحادة، وعموما خطة الإقلاع المنتظرة، في ظل المشاكل الهيكلية التي تعيش على وقعها الجهة في مقدمتها البطالة التي تنخر شباب الجهة.

 

لكن الذي حصل أن الأنشطة المقررة والفعاليات التي جرى الشروع في التحضير لها ألغيت دون تقديم أي مبرر، وبدون سابق إنذار كما يقال، ولم يكلف الوالي الجامعي نفسه عناء إصدار بلاغ للرأي العام ليخبر بهذا الإلغاء، على الأقل الإخبار، حتى وإن لم يشر فيه إلى الأسباب التي أدت إلى إلغاء هذه الفعاليات.

 

أيا كانت الأسباب، فعدم خروج الوالي أو مؤسسة الولاية ببلاغ في الموضوع، يؤكد مرة أخرى أن هذه المؤسسة تطبعت بطباع مسؤولها الأول، الذي أغلق بإحكام أبواب التواصل منذ أن وطأت قدماه هذه الولاية، وليس الأمر تجنيا، بل هو مؤكد بحجم الطلبات التي وضعت في مكتب الضبط يتوخى واضعوها اللقاء مع السيد الوالي ليس طمعا في مجالسته بل لطرح مشاكلهم، لكن دون جدوى.

 

إلى أن تحدث المعجزة ويخرج الوالي عن الصمت المطبق، ويتحدث عن تفاصيل الإلغاء بالقدر نفسه من الحماس الذي كان يتحدث به عن التحضير لهذه الفعاليات، لابد من القول أن جلالة الملك، كانت له نظرة استباقية واستشرافية من خلال مبادرة تنمية المنطقة الشرقية، بالنظر للمشاريع التي أعلن عن إنجازها حينها، كالطريق السيار وجدة فاس.

 

لقد وضعت الدولة إمكانيات كبيرة تتمثل في الاستثمار العمومي للرقي بالبنية التحتية الحاضنة للاستثمارات، لكن للأسف لم تواكب هذه الاستثمارات العمومية استثمارات خاصة كفيلة بخلق فرص الشغل الضرورية.

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)