الجزائر تلحق الأضرار بمواطنيها بسبب إغلاق أجوائها على الطيران المغربي؟

يبدو أن حكام الجزائر، يحاولون تسريع وتيرة تصدير الأزمة الداخلية نحو المغرب، بعدما باءت جميع المحاولات الأخيرة بالفشل، لعل أبرزها إعلان الجارة الشرقية قطعها العلاقات الديبلوماسية مع المغرب.

 

أمس وبدون سابق إنذار، لجأ الحكام إلى إتخاذ قرار يذكر بما أقدمت عليه عدة دول خليحية وعربية في حق دولة قطر عندما قررت فرض الحصار عليها، غير أن عسكر الجزائر، يجهلون معطيات الجغرافيا والتاريخ وكل شيء محيط بهم، وإلا لما تبادر إلى ذهنهم ولو للحظة إتخاذ قرار مثل هذا بمثابة عمود دخان لا فائدة منه..

 

عمليا، الطائرات المغربية التي كانت تقطع الأجواء الجزائرية، يمكنها بسهولة تحويل إتجاهها نحو المتوسط والعبور فوق الأجواء الدولية، قد يكون للأمر بعض الكلفة المادية، لكن هذه الكلفة ليست بالقدر الذي قد يتصوره النظام الجزائري..

ثم لابد من استحضار أن النظام الجزائري في الحقيقة لم يقترف سوى جريمة في حق مواطنيه المهاجرين في الخارج وبالخصوص المقيمين منهم في أمريكا الشمالية (كندا والولايات المتحدة الأمريكية)، ودول أمريكا اللاتينية الذين كانوا يستقلون الخطوط الجوية المغربية باعتبارها تؤمن رحلات مباشرة من عواصم ومدن هذه الدول نحو الدرالبيضاء ومنها إلى الجزائر العاصمة.

 

النظام الجزائري، ثبت بأنه لا يفكر أبعد من أنفه، وهو ما يؤكده عدم اكتراثه بواقع أبنائه القابعين في الغربة، بل وحتى الموجودين في المغرب، والذين كانت تقلهم الخطوط الملكية المغربية، في إطار رحلات يومية، وهو ما يعني أن السلطات الجزائرية لن تزيد إلا من تعميق أزمة مواطنيها، في ظل إشراف الفاعل الوحيد في مجال الطيران في الجزائر (الخطوط الجوية الجزائرية)، على الإفلاس بسبب الفساد المستشري في هيكلها الإداري والمالي.

 

وليس من المستبعد، أن تقدم الجزائر، في القادم من الأيام، في إطار دائما محاولات تصدير المشاكل الداخلية للحارج، أن تفتعل أزمات أخرى، وربما إستفزازات على الشريط الحدودي، على إعتبار أنه لم يتبقى في جعبتها الكثير من الأوراق للعبها غير اللجوء للاستفزازات العسكرية، وهو ما سيتعامل معه بدون شك المغرب بالحزم المطلوب.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)