أحمد.. سيرة ابن قرية في تاونات.. من إطار في وزارة المالية إلى روائي وكاتب بلغة ” موليير”

 

سيرة أحمد الغازي، ابن قرية بني وليد في تاونات، تختلف عن كل سِيٓر المفكرين، والأدباء، كما تختلف عن كل مألوف في الكتابات الأدبية، والعلمية، بالنظر إلى تداخل الفعل والفاعل، وامتزاجهما في تكوين شخصية، غطى حضورها مفاصل كثيرة من بياضات الهوية، والانتماء، وتحديدا على مستوى الربط الجدلي بين الماضي والحاضر؛ الماضي الذي يرفض أحمد الغازي أن يطاله النسيان، أو أن يشيخ في حضرة ” السيستيم المتحوِّل”.

قرية الزيامة.. الولادة

ازداد أحمد الغازي في قرية ” الزيامة” التابعة لمركز جماعة بني وليد نواحي تاونات، وهي قرية ضاربة في عمق التاريخ، ذلك أن تأسيسها يعود لقرون سحيقة، وتحكي الروايات أنها احتضنت الفيلسوف المسلم أبو الوليد ابن رشد، عندما حل ضيفا على الفقيه والعالم أبو الوليد الراشدي، دفين القرية الملقب ب” سيدي راشد”.
يحكي أحمد الغازي، في تصريحه ل” شمس بوست”، تفاصيل فرحته الأولى، ونوستالجيا الزمن الجميل، حينما حصل على شهادة البكالوريا، وبالمصادفة كان اليوم هو يوم انعقاد السوق الأسبوعي؛ وسوق ثلاثاء بني وليد يعني الشيء الكثير لساكنة القبيلة.

المسار الجامعي والمهني..

مسار أحمد الغازي العلمي، الذي واصل دراسته تخصص العلوم السياسية في جامعة فاس، سيُتوّج بتعيينه إطارا في وزارة الاقتصاد والمالية، حيث تنقل بين عدد من المدن في منصب خازن إقليمي، خلال هذه المرحلة تدرّج الغازي بين المؤسسات العمومية، والحقوقية، على اعتبار أنه اشتغل خازنا للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، وعون محاسب لمؤسسة الوسيط.

القمر والبحر..

تفاصيل سيرة أحمد الغازي، المتحدر من أسرة عريقة، والمشهود لأبنائها بالتحصيل العلمي، ستطفو على السطح مباشرة بعد مغادرته سلك الوظيفة، حيث ستنكشف شخصية أخرى، وسيقدم الغازي نفسه في ثوب مغاير تماما؛ إنه ثوب الكاتب، والمؤلف، والفنان.. سيتأكد من كتاباته، التي مزج فيها بين لغة الضاد ولغة موليير، أن التكوين العلمي، والأكاديمي، والثقافي.. للأستاذ الغازي رصين جدا، وهذا ما يفسر قدرته على تطويع اللغة، واختراق السيرورة الزمنية، التي يستمتع بها في حضرة مؤلفاته.

تفاصيل الروايات..

روايات ” la lune et la mer”، و” جرم تحت الصنوبر”، و”Murmures censurés”، أولى إبداعات أحمد الغازي، التي جاءت حبلى بكل أشكال التفنن، والمهارة، وترجمت مسار رجل صنع شروط تألقه، وبصم على مساهمات رائدة في الكتابة بلغة موليير.
في كتابات الغازي تكتشف الذات، والهوية، والانتماء، كما تكتشف المنسي في لاشعور الفرد، وتحديدا في سياق استحضار تفاصيل الماضي، وجعلها مُلهمة لاستشراف الآتي؛ سواء كانت هذه العودة لتحقيق المتعة، أو لتأكيد حضور الألم في سيرورة تشكّل الوعي الخاص.

المكان في روايات أحمد الغازي..

دروب القرية، وحقولها، كما وديانها وجبالها، كل شبر يستحضره الغازي في كتاباته، من منطلق ضرورة استشعار هوية المكان، الذي يعتبره المؤلف جزءا من الوجود الخاص، حيث يرحل القارئ ليسبح في اللامتناهي السردي، ويغوص في أعماق التفاصيل، وهذه المنهجية تحضر ذذفي جل كتابات الغازي، وبصيغ مختلفة.

تجربة الألم..

ذتجربة الألم تناولها الروائي أحمد الغازي، بعدما تطرق إلى مرضه، ومعاناته الكثيرة، لكن في كل مرة، وعلى غير عادة الكثيرين، تجد الأمل، والانتظار، وفلسفة الرفض والانهزام.

حلم قد يتحقق..
آخر ما يحلم به الغازي، العاشق، أيضا، لمارتيل وأحوازها، كعشقه لخنيفرة وشجر الأرز، ” آخر ما يحلم به” سفره إلى ” أوشوايا” في أقصى الأرجنتين.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. kamal :

    فعلا رواية القمر و البحر كشفت لنا عن العديد من الاسرار القرية في ظل قالب جديد من الكتابة مع الحفاظ على رونق و جمالية القصص داخل النص الروائي . بلغة موليير في مقطع يصف فيه مدرسة بني وليد “”.

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)