إلتقيا صدفة بتطوان وقطعا مسافة 1100 كيلومتر على متن الدراجة الهوائية.. تعرف على قصة الشابين رضا وأيوب!

(رضا وايوب بمنطقة بلجراف الحدودية قرب السعيدية)

اختار الشابان رضا الفحلي و أيوب السرسار ان يقضيا عطلتهما الصيفية بشكل مختلف ، وقررا قطع مسافة ازيد من 1100 كيلومتر على متن دراجة هوائية مرّا من خلالها بعدد من المدن والقرى بمنطقتي الشمال والشرق.

  (رضا بمنطقة باديس)

ويقول أيوب السرسار إبن مدينة مراكش ، في حديثه لشمس بوست ” بعدما قمت برحلات عديدة في الجنوب المغربي ، وكان أخرها رحلة الصحراء ، التي زرت فيها مدينة الداخلة الواقعة في عمق الصحراء المغربية ، إستمرت الرحلة لمدة 12 يوما ، مرورا فيها بعدة مدن ساحلية (مراكش أكادير ، تزنيت ، سيدي إفني ، ڭلميم ، طانطان، العيون، بوجدور، الداخلة..).

 

                                                                       (ايوب بشاطئ المهندس)

يضيف ايوب ” بعد ذلك قررت إكتشاف منطقتي الشمال والشرق من المغرب ، وبدأت الرحلة التي كنت أستعد لها منذ حوالي السنة ، من مدينة القنيطرة على متن الدراجة الهوائية ، و إتجهت شمالا نحو مدينة تطوان عبر الطريق الساحلي مررت فيها بعدة مناطق كالعرائش وأصيلا وعدد من الشواطئ الساحرة التي تتميز بها هذه المنطقة ، وبعد يومين بهذه المدينة الجميلة الواقعة في شمال المغرب ، إلتقيت فيها برضى الذي أكملت معه مسار الرحلة.”

 

                                                                             (باديس)

من جهته قال رضا الفحلي إبن مدينة تمارة خلال دردشه له مع شمس بوست أن هذه التجربة ستظل راسخة في الذاكرة لأنها كانت “بمثابة تحدٍ بيني وبين نفسي”، قبل ان يضيف رضا “شغفي بالسفر ليس وليد اليوم ، بحيث كنت مولوعا به منذ الصغر، بفضله إكتسبت شخصية قوية ، لأن السفر يعلمك الصبر وقدرة على تحمل المصاعب التي تواجهك في الطريق والحياة”.

 

                                                                      (شاطئ الجبهة)

وإستمر رضى في سرده لقصة الرحلة التي بدأت من تطوان برفقة ايوب الذي تعرف عليه لأول مرة بهذه بالمدينة، حيث بدأ مسار الرحلة بزيارة منطقة واد القنّار ، الذي يمتاز بمناظر خلابة ومياه باردة وصافية نابعة من أعالي وعمق قمم جبال الريف، كانت منطقة ساحرة بكل المقاييس وجنة الله على الأرض ، ببساطة أهاليها وجمال طبيعتها التي أضفت سحرا مميزا على هذه المنطقة واعطت لرحلتنا طابعا جميلا، يقول رضا.

 

                                                                    (واد القنار)

كانت شواطئ منطقة الجبهة التابعة ترابيا لإقليم الحسيمة، هي الوجهة المقبلة لرضا وأيوب بعدما امضيا وقتا جميلا بواد القنّار ، ويقول ايوب للموقع ، “ان الطريق إلى الجبهة كانت محفوفة بالمتاعب بحكم وعورة مسالكها والعقبات الطويلة والصعبة ، وبعد يوم شاق وصلنا إلى عين المكان ، وبدأنا بإكتشاف المنطقة التي تزخر بشواطئ يعجز اللسان عن وصف روعتها ، وزرنا بعد ذلك مناطق (باديس ، شاطئ كالاريس ، طوريس ، ثم الحسيمة ، الصفيحة ، وشاطئ السواني).

                                                                   (شاطئ الجبهة)

وإستمرت رحلة رضا و ايوب متجهين نحو حمامات الشعابي قرب منطقة دار الكبداني الواقعة ترابيا بإقليم الدريوش ، والتي تعتبر من أهم الوجهات السياحية على الصعيد الوطني ، وتتميز هذه الحامة بمائها الدافئ والصالح للشرب ، هذا الماء الذي يخرج من منبع تحت الجبل وعلى مسافة مترين عن الشاطئ ، ويعرف هاذا المكان توافد أعداد كبيرة من الزوار قصد الإستحمام والتمتع بمائها طيلة أيام السنة وخاصة فصل الصيف.

 

                                                             (شاطئ كلا اريس)

 

الوجهة الأخرى من الرحلة كانت شاطئي “تيبودا وتشارانا” التابعة لإقليم الناظور ،” لكن الرحلة لم تستمر بعدما واجهتنا رياح عاصفية وامطار غزيرة اجبرتنا على العودة إلى مدينة الناظور حيث امضينا يومين بفندق حتى إستقرت حالة الطقس وعدنا بعدها إلى الإستمتاع بالرمال الذهبية لهذين الشاطئين الرائعين” يقول رضا.

 

                                                                  (قرب الناظور)

 

وبعد تطوان و الحسيمة والناظور وازيد من اسبوع من الإستمتاع بشواطئ المنطقة ، حط ايوب ورضا الرحال بمنطة قرية اركمان وبالضبط بشاطئ المهندس الذي يتميز ببلح البحر (كوكياج) الذي يغطي جنبات الشاطئ ، الذي يختلف عن باقي الشواطئ التي زاراها من قبل. ليتوجها شرقا إلى منطقة رأس الماء “كاب دولو”، ثم مدينة السعيدية التي قضيا فيها ليلة هادئة.

 

 

عاصمة الشرق ، مدينة وجدة ، كانت الوجهة الأخيرة من مسار رحلة رضا و ايوب عبر الدراجة الهوائية، وقال ايوب ورضا ان ” هذه المدينة كانت تخفي سحرا جميلا بأجوائها وطابعها الخاص وكان ذلك عكس توقعتهما خصوصا وان المدينة ليست ساحلية وتختلف عن المدن التي سبق وزاراها من قبل، كما تفاجؤوا بنظافة شوارع وأزقة هذه المدينة التي تشبه كثيرا المدن الأوروبية، ولم يخفي رضا إعجابه بأكلة “كران” الشعبية، التي تذوقها مباشرة بعد حطه الرحال بالمدينة.

 

                                                                       (عقبة الڭربوز)

وختم رضا و ايوب حديثهما مع شمس بوست ، بإن هذه الرحلة التي إستمرت لشهر كامل ، ومروا من خلالها بجل مناطق الشمال والريف والشرق ، وتعرفوا على بعض تقاليد هذه المناطق ولهجات اهاليها المختلفة عن لهجاتهم ، تعلموا منها الكثير وتشكل إضافة لمسارهما وتجربتهما في الحياة ، خصوصا بعد إجتماعهما بأشخاص طبعوا هذه الرحلة ببساطتهم وصفاء قلوبهم.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)