العدل والإحسان..وتمرين التنسيق

 

مرة أخرى تسقط جماعة العدل والإحسان في تمرين التنسيق، من خلال ما قام به أتباعها أمس في مسيرة الرباط التي دعت لها مختلف القوى السياسية والنقابية والحقوقية، ومختلف الهيئات التي تعمل على القضية الفلسطينية، مسيرة خرجت من أجل هدف واحد: إدانة أي مشاركة في مؤتمر البحرين ورفض “صفقة القرن”.

 

لم يكن أبدا ضمن برنامج المسيرة أو أهدافها (وقد كان ممثلوا الجماعة وهيكلها ضمن لجنة الإعداد للمسيرة)، إقامة صلاة الغائب على روح الرئيس السابق لمصر محمد مرسي (موقفنا معروف من قضية موته).

كما لم يتم الاتفاق على رفع شعارات ضد السيسي، ولم يتم الاتفاق أيضا على حمل لافتة “فلسطين للمسلمين” وما تحمله هاته اللافتة من مضامين إقصائية تصل إلى حد الكراهية، فالقضية الفلسطينية ليست قضية المسلمين فقط، ولا الشعب الفلسطيني كله مسلم.

 

أظن بأن الجماعة قد سقطت مرة أخرى في شباك الاستقواء، وإقحام معارك خاصة في مسيرات لا علاقة بها ( أتذكر هنا لافتة “لسنا في ضيعة أحد” التي رفعها أعضاء الجماعة في مسيرات الأساتذة المتدربين)، منطق لن يساعد الجماعة في فك عزلتها ومد جسور التواصل مع باقي الأطياف وتجسيد ما ترفعه من شعارات (ميثاق جامع،جبهة ميدانية…)، وسيعزز في المقابل حجج الأصوات الرافضة لها ولأدنى تنسيق معها، حتى في قضايا كبرى كالقضية الفلسطينية..

 

يبقى تمرين التنسيق والعمل المشترك تمرينا مهما، وجب على الجماعة فهم ميكانيزماته وتدريب قواعدها عليه..ومنطق الاستقواء لن يخدم أحد.

جواد تلمساني، ناشط حقوقي

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)