قال خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية، بجامعة محمد الأول بوجدة، أن التصريح الأخير لعمار سعداني، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري، حول مغربية الصحراء، “متناغم مع الواقع ومع الحقيقة التاريخية والسياسية التي تؤثث المشهد المغربي الجزائري مستقبلا”.
وكان سعداني، قد صرح للموقع الجزائري “كل شيء عن الجزائر”، أن “الصحراء مغربية وليست شيء آخر”.
وأضاف الزعيم السياسي الجزائري الذي كان يوصف بمستشار السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة وأحد رجال النظام: “في رأيّ أن الجزائر التي تدفع أموال كثيرة للمنظمة التي تُسمى البوليزاريو منذ أكثر من 50 سنة. دفعت ثمنًا غاليًا جدًا دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرجُ من عنق الزجاجة”.
وأبرز شيات في تصريح لشمس بوست، أن تصريح سعداني يمكن قراءته من جوانب متعددة، “لأنه من ناحية قد يكون هذا في صالح مستقل العلاقات المغربية الجزائرية، ويعكس هذه الرغبة التي تبدو أنها متبادلة بين البلدين لتعزيز العلاقات في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ هذه العلاقات المتوترة بين المغرب والجزائر”.
ولكن وفق الباحث المغربي، هناك قراءة أخرى داخلية داخل الجزائر، يجب أن يؤخذ هذا التصريح بتوجس ربما قد يكون هناك حسابات داخلية داخل النظام الجزائري وبالتالي، يكون دائما المغرب وقضية الوحدة الترابية للمغرب يكون دائما موضوعا لتصفية بعض الحسابات بين أطراف متعددة داخل الجزائر، وهذا الأمر كما قلت يأخذ هذا البعدين”.
وبالرغم من ذلك يؤكد أستاذ العلاقات الدولية، أنه يبقى الأمل دائما في “أن يكون البعد الأول هو البعد الحقيقي، باعتبار أن طبيعة العلاقات المغربية الجزائرية يجب أن تأخذ هذا الجانب المستقبلي، بناء الوحدة المغاربية، وتجاوز هذا المشكل الذي افتعلته الجزار قبل أكثر من أربعة عقود من الزمن”.
وكان سعداني قد أكد في تصريحه أيضا أن “العلاقات بين الجزائر والمغرب، هي أكبر من هذا الموضوع والآن الظرف مناسب، لأن هناك انتخاب رئيس جديد وتغير في النظام التونسي، والجزائر مقبلة على انتخابات وهناك تغير في النظام، كما أن ليبيا تعيش تحولًا، وهذا يمكن أن يؤدي لإعادة إحياء المغرب العربي كما طالب به قدماء جبهة التحرير وأيضًا الأحزاب الوطنية في كل من المغرب، الجزائر، تونس وشمال إفريقيا”.
تعليقات ( 0 )