الأزمة والاحتجاجات بالشرق..شذرات من صراع على حافة طريق

 

تحضرني الكتابة الآن وليس كأي وقت مضى لا من أجل الكتابة و فقط بل استحضارا للوضع الراهن المعاش المتمثل في عنوان بالبند العريض :

 

الجهة الشرقية للمغرب تستضيف الفقر و البطالة و قس على ذلك باقي جهات الوطن .

 

هي إشارة لا بد منها في إطار كشف المستور و لربما الكتابة في المحضور فبعد الركود التجاري التي عرفته مدينة وجدة بسبب غلق الحدود منذ سنة 1994 إشتدت الأزمة بشكل كبير ما لوحظ في الكساد التجاري الذي عرفته مدينة الألفية و عاصمة الثقافة العربية مؤخرا.

 

هذا مع الأخذ بالتطورات الحاصلة بإغلاق معبر مليلة وما أثر سلبا على الرواج الإقتصادي بمدينة الناظور ما عبر عنه أبناؤها بصعوبة ظروف العيش و الخروج في حركات إحتجاجية ليزداد الوضع تأزما، ليلاحظ المتتبع لمثل هكذا تطورات نهوض إحتجاجات عارمة كان العنوان الأبرز لها حراك جرادة بالجهة دون أن نستثني باقي المدن على مستوى خارطة الجهة.

 

بوعرفة و المعركة البطولية لأبنائها ضد غلاء فواتير الماء و الكهرباء، بركان  احتجاجات الفلاحين الصغار وساكنتها، تاوريرت نضالات أبناء المدينة على تردي الوضع بقطاع الصحة و جل القطاعات ، فكيك والكارثة البيولوجية أو ما أضحى يعرف بطاعون” المجترات الصغيرة ” التي حلت بها مؤخرا …

و بالرجوع للحديث عن مدينة الدم و العرق و بعد إغلاق مناجم الفحم وتوقيع الاتفاقية الاجتماعية الموقعة بتاريخ 17 فبراير 1998.

 

عرفت المدينة إزدياد عدد البطالة و إرتفاع منسوب الفقر بشكل كبير إلى جانب خوض شباب الساكنة مواجهة خطر الموت بآبار الساندريات ما خلف عددا كبيرا من شهداء الرغيف الأسود في ظل عدم إعطاء بدائل لساكنة الإقليم بصفة خاصة و الجهة بصفة عامة من طرف المنتخبين ولا سواء الساهرين على تسيير الشأن مع تسجيل فساد اباطرة الفحم وإستنزاف ثروات الوطن إضافة إلى عيوب سياسية و أخلاقية على مستوى الإشتغال دون وضع بدائل جديدة او جلب اسثمارات للجهة و الوطن .

 

ومع تزايد الأزمة و غياب بدائل إقتصادية حقيقية برزت ظاهرة جديدة قديمة الا وهي الهجرة السرية عبر قوارب الموت فكانت المبادرة من كل شرائح المجتمع مثقفين طلبة شباب نساء و شيوخ وحتى أطفال لإمتطاء امواج البحر و العبور للضفة الأخرى الفردوس المنشود مرحلة يأس تطغى على المشهد المغربي في غياب ضمان عيش كريم بالبلاد .

 

ناهيك عن إرتفاع منسوب البطالة بالجهة الشرقية في اوساط شبابها والذي تحتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني وفي آخر الإحصائيات إرتفع عدد البطالة بالجهة إلى معدل 85 الف معطل رقم مهول يضرب في أطناب مؤسسات الدولة

وقس على ذلك ، فلهو من الضروري إلتفاتة حقيقية للحد من الظاهرة و إعطاء برنامج حقيقي وطموح وفق عدالة مجالية تأثت لفك العزلة عن الجهة برؤية استراتيجية حقيقية على مستوى السياسات العمومية و كذا الجماعات الترابية تنبع من روح وطنية حقة بعيدا عن الخطابات و الوعود الجوفاء المقدمة سابقا من طرف منتخبين لم يستوعبو العمل السياسي و الإستراتيجي بل كان همهم الإغتناء و مضاعفة ثرواتهم من الأموال العمومية‫. معدل بطالة الشباب ما بين 15 و24 سنة يصل إلى 25.7 % حسب مندوبية التخطيط. هذه ليست أرقام، هذه كوارث. أضف إلى ذلك أنه 4 من بين 10 عاطلين يحملون شهادات عليا.

 

فليس من المعقول أن يترك من يتحمل المسؤولية مسؤوليته في خدمة الوطن من أجل خدمة أجنداته و أهدافه الخاصة و أعتقد في هذا الصدد الذي تم الحديث فيه في معرض هذا المقال أن المسؤولية أكبر من بعض المسؤولين

وبه وجب الإعلام .

 

عبد المنعم خنفري/ طالب باحث و ناشط حقوقي

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)