كورونا : ما الذي تغير فينا ؟

وضعت الكمامة قبل الخروج من المنزل ، وجدت حاوية الأزبال في مكانها… و لاحظت أن المواطنين في كل الأماكن متباعدون ، شككت في الأمر ، لكنني تأكدت عندما تكرر المشهد أمامي ، الآن لزم كل واحد بيته   …

وضعت الكمامة على وجهي ، وبقيت الحاوية في مكانها ، وتباعد المواطنون ، ولزم الناس بيوتهم …نحن تغيرنا

 

أغلقت الجوامع والأسواق، والحمامات والمقاهي والبارات، وخاف الجميع من انتشار الوباء، و أحسست لأول مرة أننا سواسية ، كورونا لاتصيب الفقراء فقط  بل  حتى  الأغنياء …

أغلقت الأسواق ، وانسحب اللصوص ، و وتوزع المرض بين المدن،  لقد تغيرنا…

كان  التقرير عن  حالة اليوم والأمس والغد وبعد الغد ، إصابات ، ووفيات ، وعلاجات وأمل مما تبقى من الحالات .

 

سمعت خطابا علميا محضا عن النسب والمؤشرات  لا أثر فيه  للدجل والخرافات …قلت بالتأكيد  تغيرنا ..

الكل ملتزم  ، الشارع نظيف ،  والأهالي رغم خوفهم  سعداء لأننا تغيرنا .

حضر المدير ، وحضرت السلطة ، وابتسم الشارع ، وهرب الوباء …وأخيرا تغيرنا …

 

لكن الحاوية هي الحاوية، وإن لم تتحرك من مكانها ، والناس هم الناس وإن أغلقت المساجد والأسواق والمقاهي، وتغير بفعل الملل عقرب الساعة إلى الوراء ، والشارع هو الشارع وإن بددت معالم الخوف كل  الإشارات ، والسلطة هي السلطة ، متجهمة في كل الحالات ،والعلم  الذي اعتقدناه خطاب الوقت لم يستطع  دك معاقل الدجل والخرافة والغباء. لازال اللصوص يحومون حول الأسواق، والمتسولون ينتظرون بركة الأسخياء،  وما شاهدته من ابتسامة للشارع  النظيف كان حلما جميلا…

 

دقت ساعة الخروج  ضوضاء وضوضاء ،هالني مشهد الزحف الكبير ، لم نتغير …لكني تذكرت أن التغيير الوحيد هو أنني لم أعد أقبل من أحبهم  كما كنت ، تغيرت لأني أدركت  قيمة الحياة  .

 

بقلم : الدكتور فريد بوجيدة

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)