دخول الحمام ماشي بحال خروجو

من الأقوال المأثورة والمعروفة جدا في الثقافة الشعبية المغربية، المثل القائل “دخول الحمام ماشي بحال خروجو” وهو المثل الذي له أكثر من معنى ودلالة في مفهوم الثقافة الشعبية المغربية، ويمكن الاستعانة به في العديد من المواقف الحرجة الذي قد يقع فيها أي واحد منا.

ويبقى الوضع المحرج الذي وقعت فيه مجموعة من النسوة بمدينة وجدة أمس الأحد، الأنسب من أجل الاستعانة بهذا المثل الشعبي، لأنه بالفعل ينطبق عليهن بالتمام والكمال، و كان دخولهن من الحمام يختلف تماما عن الخروج منه، حيث إنتهت هذه “التحميمة” بمخفر الشرطة لإنجاز محاضر لهن، لأنهن أردن الاستمتاع “بتحميمة” داخل حمام شعبي في وقت تقرر فيه غلق هذه المرافق ومرافق عمومية اخ في وجه الشعب في إنتظار أن يزول الوباء.

شيء أكيد أنهن لم يكن يتصورن أبدا أن “تحميمة” لإزالة أوساخهن و”تكميد” عظامهن في هذا البرد، ونسيان بعض الشيء هموم كورونا، ستنتهي باقتحام الحمام من طرف شرطيات واقتيادهن نحو المخفر بتهمة خرق قانون الطوارئ الصحية لمحاصرة وباء كورونا قبل أن يتم الإفراج عنهن، فيما تم اعتقال صاحب الحمام ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية في إنتظار إحالته على العدالة لتقول كلمتها بخصوص المنسوب إليه.

ومما لاشك فيه، أن هذا الحادث سيؤثر بشكل سلبي على حياة النساء اللواتي ضبطن “يتحممن ” وبصفة خاصة مع أزواجهن ولا سيما إن كانوا لا يعلمون بأمر ذهابهن إلى حمام عمومي في ظل حالة الطوارئ الصحية التي فرضتها الدولة لحماية البلاد والعباد من وباء كورونا المتجدد، وأنهن يتحملن مسؤوليتهن كاملة، لأنهن يعرفن أن دخول الحمام في هذا الوقت بالذات ممنوع على الجميع، دون الحديث عن صاحب الحمام الذي سيؤدي الثمن غاليا بسبب تهوره وطمعه.

فما الربح الذي كان سيجنيه من فتح أبواب الحمام في وجه 10 نساء؟

إذا افترضنا أن الثمن 10 دراهم “للتحميمة” فمجموع ما كان سيجنيه صاحب الحمام هو مبلغ 100 درهم دون الحديث عن مصاريف الحطب والماء والكهرباء، أعتقد أن صاحب الحمام “خاسر في لافير”، وأنه جنى على نفسه إذ من المفترض أن يتعرض الحمام إلى الإغلاق بصفة نهائية في إنتظار ما سيقرره القضاء في هذه النازلة التي استأثرت باهتمام واسع من قبل الرأي العالم الوطني وحتى الدولي.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)