#البكاءون في زمن كورونا …

من وسط صخب الأزمة الكرونية ولهيبها الحارق اصبحت تفرز لنا المعادن الصافية من المعادن الرديئة …

و بعدما سبق لنا وشفنا قطاع التعليم الخصوصي كيطالب الحكومة وبدون خجل بالتعويض عن الخسارة المفترضة بسبب إغلاق أبوابها ، اليوم وعلى نفس الوتر عزفت المصحات الخاصة في رسالة لها موجهة للحكومة تطالب من خلالها بالتدخل لأجل اعفائهم وتقديم تسهيلات ضريبية لهم بسبب تداعيات فيروس كورونا ..

 

أرباب القطاعات الخاصة الذين كانت الدولة تقدم لهم كل الاهتمام قبل الازمة ليراكموا الثروة على حساب قطاعات عمومية منهكة ، هي نفسها الآن التي تخرج من وسط رماد الأزمة لتتباكى من جديد باش الدولة “تزيد لها فالشحمة على ظهر المعلوف” دون مراعاة للظرفية الحساسة التي تمر منها البلاد لتثبت بذلك أن التوجه نحو خوصصة القطاعات كان خطأ فادحا .

لأن القطاعات الخاصة التي تطالبك بالتعويض ولم تمد يدها لإنتشالك وانت على وشك الغرق لن تنتظر طائلا من ورائها، بل دعمها وفسح المجال أمامها كلبوؤة لترضع من “البزولة” حتى تسمن لابد وانها ستلتهمك يوما دون رحمة ، وهذا ما وصلنا اليه طبعا..

فمن وسط الأزمة ظهر كل واحد على حقيقته ، ظهر جشع القطاعات الخاصة وبرزت معادنا الصدئة لتطفو على السطح فاكتشف الجميع أن وجودها من عدمها سيان ، وفي مقابل ذلك ولأجل سد الثقوب التي تدخلها من المياه لإغراق السفينة ظهرت القطاعات العمومية وعلى رأسها القطاع الصحي العمومي مثل أسد جريح وسط المعركة يحاول أن يرمم ما يمكن ترميمه رغم الهزال الشديد الذي أصابه من جراء إطعام اللبوؤة بدل إطعام الاسد.

إنه درس يجب ان لا ننساه، بل يجب على الدولة ان تأخذه بعين الاعتبار بعد كورونا وأن تفسح المجال للقطاعات العمومية التي تعتبر الان كحضن الام الحنون التي تحتضن جميع أبنائها دون ان تنتظر مقابلا منهم …

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)