الكلب المحظوظ

مباشرة بعد توصلها بإخبارية مفادها أن كلبا تعرض للسرقة في مارينا سلا، حتى أعطيت الأوامر إلى كافة رجال الأمن العاملين في النفوذ الترابي الذي شهد الحدث، من أجل البحث عن هذا الحيوان الأليف باستعمال كل الوسائل المتاحة بما فيها إقحام أبناء جلدته في البحث عنه.

 

ووفق ما ذكرته جريدة الصباح التي أوردت الخبر، فإن مسؤولين أمنيين قاطعوا عطلة نهاية الأسبوع وانخرطوا بدورهم في تتبع مجرى البحث عن الكلب المفقود، ولم يتنفسوا الصعداء حتى تم العثور عليه معافى وفي صحة جيدة ولم يتعرض إلى أذى.

 

هنا أود أن أشد بحرارة على رجال الأمن لما بذلوه من جهد كبير للوصول إلى مكان الكلب، وإعادته لصاحبه الذي لا شك أنه شعر بفرحة عارمة وهو يسترجع كلبه في ظرف وجيز، ولا شك أن صاحب الكلب تبادر إلى ذهنه أن المغرب يتوفر على منظومة أمنية قوية بوسعها أن تصل إلى هدفها في وقت قياسي ولو تعلق الأمر بحيوان أليف.

 

إذن، عاد الكلب إلى صاحبه وعاد رجال الأمن إلى قواعدهم، وانتشر الخبر كما تنتشر النار في الهشيم، وتداول على نطاق واسع بشبكات التواصل الإجتماعي “الفايسبوك” وتسابقت بعض المنابر الإعلامية نحو المكان الذي تم العثور فيه عن الكلب.

 

عرفنا صاحب الكلب، عرفنا من وجد الكلب، وعرفنا المتهم بسرقة الكلب، وعرفنا أسرة المتهم بسرقة الكلب، وعرفنا مكان تواجد الكلب، لكننا لم نعرف الكلب، ولم نعرف لأية فصيلة ينتمي، ولم نعرف عمره ولاشكله ولا لونه ولا حتى جنسيته، لا شك أن هذا الكلب يحمل جنسية أجنبية، لأننا تعودنا في بلادنا أن الإهتمام عادة ما يكون بالأجانب في حالة الحوادث والسرقة ولو كان الضحية حيوانا.

ماذا لو كان هذا الكلب مشردا وضالا ؟ وأراد أن يقتحم عالم ال”مارينا” ليعرف ما يدور في كواليسها، وبلغ بوجوده وجه مرموق لا يرد له طلب، لرأيت الكل يتدخل لإيقاف هذا الكلب الضال، وإن تطلب الأمر إستعمال الذخيرة الحية لتصفيته جسديا، وإن كانت وزارة الداخلية قد منعت خلال الآونة الأخيرة إستعمال الرصاص الحي لإبادة الكلاب الضالة.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)