هكذا تكلم بوتفليقة..

هذا الحوار هزلي ساخر من نسج الخيال.

فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.. أهلا وسهلا بكم.
السؤال الأول الذي تقتضيه الظروف الراهنة هو حول وضعكم الصحي، خاصة إذا ما استحضرنا مضمون المادة 102 من الدستور الجزائري المتعلق باستحالة أداء المهام الرئاسية بسبب المرض الخطير أو المزمن وما يتعلق به من إعلان شغور المنصب بالاستقالة وما تليه من أحكام.. فخامة الرئيس كيف تقيمون وضحكم الصحي على ضوء ما سبق؟
ج: (الرئيس ممتعضا) حسنا.. ربما نعاني وضعا صحيا يمنع من ممارسة الأنشطة الحياتية اليومية بشكل طبيعي، لكن نؤكد لكم وللشعب الجزائري العظيم أنه لم ولن يؤثر مطلقا على أداء واجباتنا كرئيس للجمهورية، وحرصا منا على ذلك سنصدر تعليماتنا مباشرة بعد فوزنا بالعهدة الخامسة بتجديد الإطارات المختارة من أفضل الخامات، كما سنأمر بأن تتم عمليات النقل والتثبيت على أيدي خبراء أجانب.
س: عفوا فخامة الرئيس لم نفهم قصدكم من الجملة الأخيرة؟
ج:(يضحك) نتحدث عن صورتنا المبجلة! الصورة داخل الإطار التي تتولى أداء مهام الاستقبالات وحضور المراسيم، سنعتني بها جيدا بما يضمن جهوزيتها الدائمة.
س: فخامة الرئيس حديثكم عن الصورة التي تتولى مهامكم العلنية يسوقنا للسؤال عمن يؤدي مهامكم الأخرى. يتحدث الإعلام عن نفوذ قوي يمارسه عليكم شقيقكم سعيد، ما ردكم؟
ج:(يعدل من جلسته) حسنا سأشرح لكم الأمر.. سعيد شقيقنا الصغير تفصلنا 20 سنة وكنا له بمثابة الأب خاصة أننا فقدنا والدنا بعد مولده بعام.. وما يحدث اليوم هو أشبه برد الجميل، إنه بر الولد بوالده الشيخ.. يحمله الامتنان لنا على تولي مهامنا الشاقة كاقتراح الوزراء والدبلوماسيين وتحديد ملامح السياسة الخارجية والتعاطي مع الأوضاع الداخلية وتولي شؤون جبهة التحرير.. تماما كما يفعل ابن سلمان مع والده.. إنهم أبناء بارون حقا ونحن شعب مسلم لا يتساهل مع قضية العقوق.
س: خلال العشرين عاما التي تواجدتم فيها على رأس السلطة لم تراكموا سوى ملفات الفساد وقمع التحركات الشعبية وترسيخ التبعية لفرنسا والوفاء لذيل القائمة في المؤشرات العالمية. البنك الدولي مثلا في تقريره السنوي حول ممارسة أنشطة الأعمال “دوينغ بيزنس 2018” صنف الاقتصاد الجزائري في المرتبة 166 من بين 190 اقتصاد عالمي، كما جاءت بلدكم في المرتبة 105 بين 137 ضمن مؤشر التعليم والتدريب الذي يصدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لسنة 2017/2018. هذا ما يقوله الشارع اليوم.. ما قولكم فخامة الرئيس؟
ج: هذا الكلام يصدر عن المغرضين وأعداء الوطن فقط. الذي يعنينا نحن أكثر هو استتباب الأمن وعدم السماح بجر البلاد للفوضى.. الحديث عن التنمية والتعليم يتم بغرض المزايدات لا أكثر، وضعنا حساس.. لعلكم ترون ما يحدث في بلدان جارة وأخرى أبعد قليلا أو كثيرا، مجابهة التهديدات الداخلية والخارجية هي أولويتنا.
س: كيف تتابعون فخامة الرئيس المظاهرات الرافضة لترشحكم للمرة الخامسة على التوالي لرئاسة الجزائر؟
ج: لن نقبل بتمرير مثل هذه المغالطات.. روايات وكالات الانباء التي تعادي الجمهورية وتتربص بها لا مصداقية لها، ولا أساس من الصحة لأخبارها.

س: بماذا تصفون إذا خروج الالاف من المواطنين للشوارع بشكل يومي في أغلب المدن الجزائرية؟
ج: لا بد أنكم تقصدون خروج الشعب للتهنئة بذكرى مولدنا الأخيرة، وقبلها خروجهم لمناشدتنا للترشح، وبعدها خروجهم سعادة باستجابتنا المتواضعة لمطلبهم وتقديم أوراق ترشحنا. الأمر بسيط كما ترون ولا يحتمل توصيفات مغرضة.
س: ما هو برنامجكم وخطتكم للحكم خلال الخمس سنوات المقبلة في حال فوزكم في سباق الرئاسيات ؟
ج: نركز حاليا على كسب معركة “جزائرية” طبق الكسكس، وحماية فن الراي أيضا من السطو بتسجيله كتراث جزائري لدى منظمة اليونسكو، وقد ننجر أشياء تتعلق ببطولاتنا أثناء تواجدنا في صفوف جيش التحرير الوطني لإخراس بعض الأصوات المشككة في انتسابنا إليه.
س: ماذا لو لم تحملكم الصناديق لقصر المرادية هذه المرة؟
ج: هذا سؤال سخيف لا يليق ببلد حافل تاريخه بالفساد الانتخابي وتزوير الإرادة الشعبية والانقلاب على الصناديق. هذه انتخابات الجنرالات والمتنفذين في جيش التحرير الوطني وستحمل مرشحهم التوافقي فقط.
س: ماذا عن منافسيك على كرسي الرئاسة؟
ج: سنوصي لهم بترضية.. فلا بأس من الاعتراف بأهمية دورهم ومكافأتهم عليه.
س: كيف تتوقع أن يمر يوم 18 أبريل القادم؟
ج: سيكون صعبا ومتعبا. سيكون علينا الوفاء بالكثير من الالتزامات المادية لجميع الشركاء والمساهمين وأداء أتعاب المتعهدين ولجان الدعم والمساندة وبعث رسائل طمأنة للشركاء والأصدقاء…
س: كلمة أخيرة للشعب الجزائري.
ج: (مبتسما) سنذكرهم فقط بكلمة السر: 1992.
شكرا جزيلا فخامة الرئيس على وقتكم.
تسلَم الأسئلة وسلَم الإجابات مدير ديوان الرئاسة بالتاريخ المرفق.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 1 )
  1. مراد :

    تحليل في المستوى وبطريقة جميلة جدا

    0

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)