خنفري يكتب: النجاح المغربي في توحيد الشعوب افريقيا مغاربيا و عربيا

 

هو عنوان يلخص لنجاح و فرحة غمرت جميع الإخوة المغاربيين و العرب و الأفارقة بفوز المنتخب الوطني المغربي
أسود الوغى في العرين على نظيره الاسباني

و تأهله لدور الربع لمونديال 2022 المقام بدولة قطر و لأول مرة يتأهل منتخب يمثل المغاربيين و العرب لهذا الدور عكس ذلك على الصعيد الافريقي، إذ يعد الوصول إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العالم هو أكبر إنجاز إفريقي، وقد نجح 3 منتخبات فقط فى تحقيقه على مستوى قارتنا السمراء، هم الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010) إضافة إلى الوافد الجديد المنتخب الوطني المغربي (2022).

وحدة على مستوى الفرح و الانتصار الكروي التي أهداها المغاربة للجميع طبعا و كان الفرح متبادلا طبعا من أشقائنا المغاربيين الأفارقة و العرب فمنهم من حضر أميرهم للقاءات الرسمية تشجيعا للمغرب و منهم رؤساء قدمو التهنئة عبر مكالمات هاتفية لعاهل البلاد و المملكة ثم منهم من خرجت شعوبهم بكل شرائحها فرحا بالتأهل هي وحدة على مستوى الفرح بالنصر الكروي المستحق، فهل تتحول الى وحدة على المستوى السياسي من أجل تحقيق فرح و انتصارات سياسية مستقبلا في سياق كل هذا سنتطرق الى مفهوم الوحدة العربية و المغاربية و السؤال المطروح هل فعلا ستتحقق؟

إذ تعتبر الوحدة العربية طرح سياسي يراود كثيرين من العرب على اختلاف مشاربهم السياسية ومعتقداتهم ومذاهبهم، تقوم هذه الفكرة على أساس دمج بعض أو جميع الأقطار العربية في إطار سياسي واقتصادي واحد يزيل الحدود بين الدول العربية وينشئ دولة قوية اقتصاديا وبشريا وعسكريا. الوحدة العربية هي فكرة يؤمن بها (القوميون) العرب كحل لحالة التخلف والتراجع على مستوى مؤشر التنمية التي يعيشها المواطن العربي في جل أقطار هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج.

مع أنها تسمى عربية، إلا أنها لا تستثني أو تهمش المكونات الأخرى للوطن العربي من كرد وتركمان وأمازيغ وأفارقة بعراقة تاريخهم و هوياتهم، أو أية أقلية أخرى، بمعنى أن دولة الوحدة العربية المنشودة هي دولة لجميع مواطنيها، وهذا التنوع العرقي المتفاعل حضارياً يرجى أن يكون من أهم أسباب النهضة.

فهل ستستطيع الكرة و الرياضة بصفة عامة ان تنجح في ما فشلت فيه المبادرات السياسية؟
من جهة أخرى هي أفكار راودت الجانب الٱخر من الإخوة المغاربيين في إطار إنشاء اتحاد يوحدهم و كانت الفكرة في مغرب كبير يجمعهم حيث بلورت فكرة قيام اتحاد المغرب العربي أو إن صح القول المغرب الكبير في 17/2/1989 بمدينة مراكش من قبل خمس دول هي: المغرب والجزائر الذي نطلب من الله لنظامها الهداية و تعود لجادة الصواب وتونس وليبيا وموريتانيا. إذ يهدف الاتحاد المغاربي إلى:

تمتين أواصر الاخوة التي تربط الدول الأعضاء وشعوبها بعضها ببعض ، تحقيق تقدم رفاهية مجتمعاتها والدفاع عن حقوقها.
فتح الحدود بين الدول الخمسة لمنح حرية التنقل الكاملة للأفراد والسلع ورؤوس الأموال فيما بينها (العمل تدريجيا على تحقيق ذلك).
التنسيق الأمني والعسكري والدفاع المشترك عن سيادة البلدان الأعضاء في الاتحاد.
في ميدان الدفاع : صيانة استقلال كل دولة من الدول الأعضاء، أي اعتداء على دولة من الدول الأعضاء يعتبر اعتداء على كل أعضاء الاتحاد.
في الميدان الدولي : تحقيق الوفاق بين الدول الأعضاء وإقامة تعاون دبلوماسي وثيق بينها يقوم على أساس الحوار.
نهج سياسة مشتركة في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
المساهمة في صيانة السلام القائم على العدل والإنصاف.
في الميدان الاقتصادي : تحقيق التنمية الصناعية والزراعية والتجارية والاجتماعية للدول الأعضاء واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لهذه الغاية، خصوصا بإنشاء مشروعات مشتركة وإعداد برامج عامة ونوعية في هذا الصدد.
في الميدان الثقافي : إقامة تعاون يرمي إلى تنمية التعليم على كافة مستوياته وإلى الحفاظ على القيم الروحية والخلقية والمستمدة من تعاليم الإسلام السمحة وصيانة الهوية القومية العربية واتخاذ ما يلزم اتخاذه من وسائل لبلوغ هذه الأهداف، خصوصا بتبادل الأساتذة والطلبة وإنشاء مؤسسات جامعية وثقافية ومؤسسات متخصصة في البحث تكون مشتركة بين الدول الأعضاء.
كل هذا الزخم الذي تحدثنا عنه طبعه مسار حافل من العمل و الجهد الدائم و المتجدد، إذ يشتغل المغرب كدولة رائدة على ترجمته على أرض الواقع و في جميع المجالات هذا ما يتجلى في تواجده و حضوره القوي افريقيا و عربيا و انخراط العديد من الدول الصديقة العربية و الافريقية في فتح قنصليات بالصحراء المغربية و اعترافها بالوحدة الترابية الكاملة للمملكة المغربية كتعبير منها عن وحدة الصف و الدعم على مستوى جميع المجالات و تجلى هذا الأمر في مشاركة المغاربة فرحتهم على مستوى التأهل، دون أن ننسى عمل الدبلوماسية السياسية و كذا الدبلوماسية الرياضية و التي لعبت هي كذلك دورا مهما في هذا المسار الحافل بالانجازات و الذي نتمنى أن يستمر.
فعلا إنه لمشهد ليس بالعادي وليس بالسهل،إنه الفخر والإعتزاز أن تلتصق صورة ودولة المغرب في ذاكرة هذا الجيل من المجتمع الافريقي العربي و المغاربي قسما عظما إن المغرب وضع بصمته نحو ثقافة الانتصار و الفرح و الوحدة افريقيا عربيا و مغاربيا بل تعدى ذلك بعض الحدود الجغرافية.

عبد المنعم خنفري: كاتب رأي

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)