الجانب الخفي في صدام حسين.. الشخصية التي أثارت إحترام أعدائه قبل محبيه، بعد الإعدام !

بحلول اليوم 30 ديسمبر تكون قد مضت 13 عامًا على إعدام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الشخصية التي لا تزال تكشف عن تفاصيل وأسرار رغم مرور عقد من الزمن على إعدامه.

 

فبعد أن تمكن الجيش الأمريكي من إلقاء القبض على صدام في ديسمبر من عام 2003، ثم سجنه الى غاية أول يوم عيد الأضحى الذي يوافق 30 ديسمبر من سنة 2006 ، اليوم الذي نفذ فيه حكم الإعدام شنقا بسبب الجرائم التي اتهم بها.

 

حيث أثار الجانب الخفي من شخصته عقب ذلك كثيرا من الجدل طغى عليها كسب الإحترام من أعدائه قبل محبيه.

اذ وخلال مرحلة السجن كلف جون نيكسون، مسؤول المخابرات الأمريكية السابق بالتحقق من هوية صدام واستجوابه، وبعد مرور فترة عن إعدام صدام خرج المسؤول الاستخباراتي في تصريح مثير ليؤكد أن الجانب الإنساني من صدام حسين يختلف تماما مع ما انتشر في وسائل الإعلام الأمريكية”.

وقال وينسون أن صدام “كان من أكثر الشخصيات المؤثرة التي قابلتها في حياتي، وكانت لديه القدرة على أن يكون مبهرا، ولطيفا، ومضحكا، ومهذبا عندما يريد ذلك.”

 

وفي كتاب اصدره أحد الضباط الأمريكين نقلا عن الحراس الأمريكيين الذين كلفوا بحراسة صدام حسين من داخل زنزانته مابين (2003-2006) ذكر ” إنه مع مرور الوقت نشأت بعض الألفة بين الحراس وصدام الذي لم تكن تبدو عليه علامات “الشر” .

 

إذ تطورت العلاقة بين بعض الحراس وصدام إلى نوع من الصداقة خلال فترة قصيرة”، على حد تعبيره . استغرب الحراس خلال ذلك من رضا صدام بظروف اعتقاله في سجن صغير بدلا من قصوره الفارهة العديدة، وفق قول الكتاب الذي يروي “أن صدام كان يستمتع كثيرا بالجلوس على كرسي صغير خارج الزنزانة وأمامه مائدة صغيرة عليها علم عراقي صغير، يكتب عليها ويدخن سيجار “كوهيبا” الكوبي الفاخر، الذي كان حريصًا على تخزينه في علب خاصة للحفاظ على رطوبة السيجار”، على حد تعبيره.

 

ويتحدث الكاتب عن أن صدام كان يمازح حراسه ، وقال في ذات الكتاب نقلا عن أحد الحراس : “كنت على قناعة بأنه لو استطاع أنصاره الوصول إليه من أجل تحريره فلن يلحق بنا الأذى فقد كنا على علاقة جيدة معه”.

 

وأوضح الكاتب أنه مهما كانت التحديات والمشاكل التي واجهها الحراس أثناء حراسة صدام “لكن اللحظة الأقسى كانت في نهاية مهمتهم، فالإحساس بأنك لعبت دورا في موت شخص تعرفت عليه وعايشته لفترة أشد وطأة من إطلاق النار على شخص لا تعرفه من مسافة بعيدة، لا أقول إن إطلاق النار على شخص أمر سهل لكنه حتما يختلف عن معايشة شخص على مدار الساعة مثل هؤلاء الحراس وفي النهاية تسلمه إلى الآخرين كي يقتلوه”، على حد تعبيره.

 

ولفت باردنويربر إلى أن “اللحظات الأخيرة لمرافقة الحراس الأمريكيين لصدام يوم تنفيذ حكم الإعدام فيه، عانق صدام الحراس الذين سلموه إلى القائمين على تنفيذ حكم الإعدام. في النهاية هذا شأن عراقي داخلي. لم ير الحراس عملية الإعدام لكنهم شاهدوا الظلال وصرير فتح الباب الذي كان يقف عليه صدام وسقوطه وطقطقة خلع رقبته”.

 

فهكذا انتهت مسيرة حافلة بالجدل ولازالت تسيل الأقلام حتى بعد وفاته بعقد من الزمن لرجل ملأ الدنيا وشغل الناس، منذ أن قدم فتى يافعا من القرية، فاحتضنته المدينة وفتحت له أبواب عالم السياسة على مصراعيه.

 

 

فكان أول رئيس ريفي يحكم العراق، مرورا بكل التحولات التي جرت في عهده، يوم كان حاكم العراق المطلق الذي يخشاه أتباعه وخصومه على حد سواء، ثم الرئيس الذي أطاح بحكمه الغزاة، فظل يتنقل من منطقة إلى أخرى مختبئا في البساتين والقرى البعيدة، بعيدا عن أعين الرقباء والجواسيس.

 

لم يكن صدام رئيسا عابرا أو حاكما عاديا، فقد ظل مثار جدل وخصومة في حياته وبعد وفاته أيضا، ولعل جزءا من هذا المشهد السريالي هو تحوّله إلى أيقونة لدى محبيه وكارهيه في آن واحد.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)