ليلة بيضاء..المصريون يلقنون درسا قاسيا للسيسي

 

 

قبل مدة قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في خرجة من خرجاته الكثيرة، في سياق استعراض الأحداث المتسارعة التي عرفتها بلاده، أن ما حدث في مصر ويقصد الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك أمر لن يتكرر.

 

كان الرجل واثقا، أو هذا على الأقل ما كانت تعكسه ملامحه وهو يتحدث، وما زاد من يقينه تحكمه في الأجهزة الأمينة والجيش والمخابرات بمختلف تشكيلاتها، لكن إرادة المصريين كانت أقوى من كل تهديداته.

 

تمكن المصريون ليلة أمس، من تكسير جدار الصمت والخوف الذي بناه السيسي طوال السنوات التي قضاها في الحكم، فكان خروجهم من جديد إلى شوارع المدن المصرية الكبرى، ضربة قوية لأسطورة “السيسي والقبضة الحديدية”، إذ أن الألاف رغم إدراكهم للمصير القاسي الذي ينتظرهم، قرروا تكسير هاجس الخوف والتمرد على كل المسلمات التي حاول النظام المصري ترسيخها.

 

خرج المصريون رافعين شعارات من قبيل “قول كلمتك متخفش من السيسي”، في إشارة إلى أن جدار الخوف لم يعد قائم، وشعارات أخرى نادت صراحة برحيل السيسي، من قبيل “الشعب يريد إسقاط النظام”.

 

قضى المصريون ليلة بيضاء، استعاد فيها الشباب آمال التغيير، وإستعاد فيها أهالي المعتقلين السياسيين الذين زج بهم السيسي في السجون، أمال الافراج عنهم، والأهم أن الجميع اليوم مجمع على أن ما حدث أمس سيكون له ما بعده.

 

مظاهرات أمس، وإن لم تتمكن وفق العديد من المراقبين من تغيير النظام، في الوقت الراهن على الأقل، فإنها تمكنت من تجاوز المسلمات التي كانت تحبط أمال العديد منهم في التغيير.

 

وخرجت المظاهرات إستجابة لدعوات المعارضين خاصة في الخارج، وفي مقدمتهم، الممثل والمقاول محمد علي، المعروف في الوسط المصري بمقاول الجيش، حيث دعا عبر فيديوهات عديدة إلى الخروج إلى الشارع والمطالبة بإسقاط النظام، بعد سلسلة من الفيديوهات التي نشرها من مقر إقامته في إسبانيا حول ما قال عنه “فساد” في الجيش المصري، وفي النظام.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)