وفاة الثري الأمريكي جيفري ابستين توقف تحقيقات أمريكية وصلت إلى المغرب

كشف مكتب الشرطة الفدرالية الأمريكي بأن وفاة الملياردير جيفري ابستين في زنزاته قبل شهرين، أوقفت مسار التحقيقات التي تجاوزت حدود بلاد العم سام، ووصلت إلى دول مثل المغرب والنمسا وفرنسا.

 

 

وكشفت وثائق نشرتها منظمة “فريدوم أوف أنفورمايشن”، ونقلها موقع التلفزيون الأمريكي “سي إن بي سي” حول سير التحقيقات في قضية الثري الأمريكي، الذي كان يتمتع بعلاقات نافذة في الأوساط السياسية والاقتصادية الأمريكية، بأن مكتب “يو إس مارشال” الفدرالي، بدأت بالموازاة مع فتح المدعي العام في مانهاتن تحقيقا في شهر يوليوز المنصرم، يتعلق باتهام أبستين بالاتجار بالبشر، عن طريق الاستغلال الجنسي لفتيات قاصرات، وأن “مكتب المارشال الأمريكي” قام بالتواصل مع السلطات القضائية في كل من المغرب والنمسا وفرنسا وموناكو، وهي الدول التي أظهرت سجلات مكتب الملاحة الجوي، أن طائرة جيفري أبستين قصدتها، انطلاقا من الجزر العذراء الأمريكية، حيث يمتلك قصرا فخما.

 

 

وكان إيبستين متهما بتنظيم شبكة تضم عشرات الفتيات الصغيرات بالسن بعضهن طالبات جامعيات واستغلالهن جنسيا في المنازل العديدة التي يملكها.

 

 

ووجهت إليه في 8 يوليوز المنصرم، تهمة الاستغلال الجنسي لقاصرين وتهمة التآمر للقيام بالاتجار الجنسي بقاصرين، وهي تهم تصل عقوبتها إلى السجن 45 عاما، وكان من المقرر أن تبدأ محاكمته منتصف يونيو 2020.

 

 

مكتب مارشال للشرطة الفدرالية، خلص إلى أن وفاة أبستين المفاجأة في زنزاته، أوقفت التحقيقات، وأنه تخلى عن طلب الاطلاع على محتويات هاتف وسجل اتصالات الثري الأمريكي.

 

 

وحسب المصدر ذاته فإن طلبات التنسيق مع الدول التي زارتها طائرته الخاصة خلال العام الماضي، ألغيت بدورها، بعدما جرى إغلاق ملف القضية بانتحار أبستين.

 

 

منشأ متواضع

 

ولد أبستين، 66 سنة، في ولاية نيويورك لأب يعمل في الحدائق ولم يكمل تعليمه الجامعي لكنه وصف بأنه موهوب في الرياضيات وقد مكنته قدراته من الحصول على وظيفة مدرس رياضيات في مدرسة خاصة في نيويورك في أواسط السبعينيات من القرن الماضي لمدة عامين.

 

 

وقد عرض عليه أيس غرينبيرغ، والد أحد طلبته، العمل لديه في مؤسسته المالية “بير ستيرنز” ومنها انطلق أبستين إلى عالم الثروة والغنى اللامحدود.

 

 

خلال عمله في هذه المؤسسة الكبيرة تولى أبستين خدمة كبار رجال الأعمال والمستثمرين وكانت مهمته تقديم المشورة لهم حول مجالات الاستثمار المثالية. ومن بين هؤلاء الأثرياء كان ليزلي فيكسنر صاحب ماركة الملابس الداخلية النسائية المشهورة “فيكتوريا سيكريت” الذي أصبح لاحقاً مستشاره المالي.

 

 

لم يلبث أن أسس أبستين عام 1982 شركته الخاصة المتخصصة في مجال إدارة الاستثمارات وبفضل الكاريزما والذكاء الذين تمتع بهما نجح في جذب كبار الأغنياء حول العالم، ويقال إنه لم يكن يقبل بأقل من مليار دولار كي يستثمرها لأي شخص يرغب في توظيف ماله لديه.

 

 

امتلك خلال فترة قصيرة أغلى وأكبر عقار في قلب مانهاتن بنيويورك وتبلغ مساحة طوابقه التسعة 50 ألف قدم مربع، وقصورا في فلوريدا ونيو مكسيكو وجزيرة خاصة في الكاريبي وشقة في شارع فوش الراقي بباريس.

 

 

فكان المشاهير والنجوم والفنانون وكبار الساسة ضيوفا شبه دائمين على الموائد العامرة التي كان يقيمها أبستين مثل، كيفن سبيسي ووودي آلان ودونالد ترامب وكلينتون.

 

 

“شخص هائل”

وتحدث عنه ترامب عام 2002 قائلا: “أعرفه منذ 15 سنة، إنه شخص هائل، صُحبته مليئة بالمتع ويقال إنه يحب النساء الجميلات مثلي تماما، وهو يميل إلى النساء صغيرات السن، جيفري يستمتع بحياته الاجتماعية دون شك”.

 

 

عام 2003 حاول أبستين بالاشتراك مع منتج هوليوود السجين حاليا بتهم الاغتصاب هارفي وينستين شراء “مجلة نيويورك” لكنهما أخفقا في ذلك وفي العام نفسه تبرع لجامعة هارفارد بمبلغ 30 مليون دولار.

 

 

تفادى أبستين الظهور في المناسبات العامة وحضور دعوات العشاء في المطاعم، وظل محافظاً على حياة خاصة بعيدة عن الأضواء، وارتبط بعلاقات مع ملكة جمال السويد السابقة، ايفا اندرسون دابين، وتشيزلين ابنة الناشر روبرت ماكوسيل لكنه لم يتزوج ابداً.

 

 

وقد وصفته رئيسة شركة تيفاني للمجوهرات عام 2003 بأنه لغز كبير، أشبه بالشيفرة ومنغلق جداً.

 

 

 

بداية المتاعب

 

عام 2005 اتصلت امرأة بالشرطة وقالت إن ابنة زوجها البالغة من العمر 14 عاماً تعرضت لاعتداء جنسي على يد شخص ثري في حي بالم بيتش.

 

 

خلال استجواب الشرطة، روت الفتاة ما جرى لها بالتفصيل في منزل فخم كبير وقالت إن رجلاً ذا شعر رمادي طلب منها أن تدلك جسده وهو عار تماماً وأمرها أن تخلع ملابسها أثناء ذلك. وعرضت الشرطة عليها صور بعض الأثرياء في المنطقة التي وصفتها الفتاة، ومن بينها صورة لأبستين فتعرفت عليه فوراً.

 

 

وتحدثت التقارير عن مئات الفتيات، بينهم عدد كبير من القاصرات وغالبيتهن من أسر فقيرة ومفككة ويتيمات ونزيلات دور الرعاية، إذ كان يمنح كل فتاة ما بين 200 إلى 300 دولار مقابل الزيارة الواحدة وكان يطلب من الفتيات أن يستقطبن غيرهن من الطالبات الصغيرات بحيث تصبح الفتاة “وسيطة دعارة”، وتحصل على مبلغ مقابل جلب فتيات أخريات لأبستين لدرجة أن واحدة قالت إنها جلبت له أكثر من مئة فتاة.

 

 

وكانت شروط أبستين بسيطة وواضحة: أريد فتيات صغيرات وشقراوات ونحيفات.

 

 

وأبلغت إحدى الفتيات أبستين بأن الشرطة حققت معها بشأن ما يقوم به، وما لبثت أن داهمت المنزل وعثرت على عدد كبير من الصور لفتيات عاريات بعضهن صغيرات السن وأشياء ومقتنيات لا تخطر على بال وكلها متعلقة بالجنس.

 

 

أوضح رئيس شرطة بالم بييتش وقتها أن التحقيق يشير إلى أننا لسنا أمام مجرد إشاعة أو رواية غير مترابطة لفتاة تحرش بها شخص ما، نحن إزاء رواية لأكثر من 50 فتاة يحكين التفاصيل نفسها.

 

نهاية مذلة

 

ألقى القبض على أبستين في السادس من يوليو الماضي لدى عودته من باريس على متن طائرته الخاصة.

 

 

وداهم رجال المباحث الفيدرالي مسكنه الفخم في مانهاتن وهو المكان الذي ارتكبت فيه أغلب الانتهاكات وصادرت الشرطة كثيرا من الوثائق التي تدينه، حسبما أفادت به الأنباء.

 

 

وصرح الصحفي الشهير مايكل وولف لمجلة “نيويورك ماغازين” عام 2007 التي كانت تعد ملفا عن أبستين خلال مرحلة التحقيق معه، بأنه لم يُخف أبدا ولعه بالفتيات الصغيرات، وقال: “في إحدى المناسبات وخلال مرحلة مشاكله القانونية، قال لي : ماذا عساي أقول، أنا أحب الفتيات الصغيرات، فقلت له ربما عليك أن تقول إنك تحب النساء الشابات”.

 

وكالات

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)