هل يستجيب تبون لدعوة الملك محمد السادس؟

 

وجه الملك محمد السادس، الأربعاء، دعوة إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لزيارة الرباط من أجل “الحوار”.

 

وقال بوريطة لوكالة الأنباء الفرنسية أمس الأربعاء إن الملك محمد السادس دعا الرئيس الجزائري تبون إلى زيارة المغرب من أجل “الحوار”، بعدما لم يتسن ذلك خلال القمة العربية.

 

وغاب الملك محمد السادس عن حضور القمة العربية العادية الحادية والثلاثين التي عُقدت بالجزائر الثلاثاء والأربعاء 1 و2 نوفمبر، وترأس وفد المغرب وزير خارجيتها ناصر بوريطة.

 

وأضاف بوريطة أن الملك محمد السادس أعرب عن نيته خلال الأيام الأخيرة في زيارة الجزائر، التي دُعي إليها لحضور القمة العربية.

 

واستدرك: لكن الوفد المغربي “لم يتلق أي تأكيد من الجانب الجزائري بواسطة القنوات المتاحة”، بعدما طلب توضيحات عن الترتيبات المقررة لاستقبال الملك.

 

وأعرب عن أسفه “لعدم تلقي أية إجابات عبر القنوات الملائمة”.

 

والإثنين، قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن بلاده تبلغت رسميا بغياب الملك محمد السادس عن القمة، وإن مشاركته كانت ستحقق فرصة للقاء قائدي البلدين.

 

الكرة في مرمى تبون!

 

بعد هذه الدعوة التي وجهها العاهل المغربي، فإن الكرة اليوم في ملعب الرئيس الجزائري، إن كانت فعلا نية النظام في الجارة الشرقية إجراء اختراق حقيقي في العلاقات المتشنجة بين البلدين.

 

والواقع أن الملك محمد السادس، كان دائما يمد يده إلى الطرف الجزائري، وخطاباته في السنوات الأخيرة شاهدة على ذلك، رغم أن الطرف الأخر كان يقابل اليد الممدودة بمزيد من التصعيد، سواء التصعيد على المستوى الديبلوماسي والذي توج بقطع العلاقات الديبلوماسية من جانب واحد، أو على المستوى الإعلامي الذي يستمر من خلال تأجيج وسائل الإعلام الجزائرية التي تدور في فلك النظام العسكري.

 

وفي الحقيقة العديد من المتابعين يدركون أن تبون اليوم، لا يملك قرار الرد على دعوة الملك، ذلك أن المؤسسة العسكرية الجزائرية الممسكة بزمام الأمور، لا تسعى لإحداث أي حلحلة في العلاقات بين البلدين.

 

وعلى العكس من ذلك فهي تغذي كل ما من شأنه إذكاء التنافر بين البلدين، وكان ذلك واضحا وجليا من خلال المناورات العسكرية المكثفة في أكثر من موقع وبالخصوص على الحدود مع المغرب، والتي بعثت من خلالها رسائل واضحة إلى المغرب، دون إغفال مساعي النظام هناك إلى إبرام اتفاق جديد لشراء الاسلحة من روسيا، في صفقة يرتقب أن تكون الأضخم في تاريخ البلدين تقدر بنحو 17 مليار دولار.

 

بناء على ذلك يمكن القول بـأن تعاطي النظام الجزائري مع الدعوة الجديدة للملك، لن يكون مختلفا في تقدير العديد من المراقبين عن تعاطيه مع الدعوات السابقة، وبالتالي فإن الوضع القائم سيستمر إلى أجل غير معلوم.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)