الرمضاني يكشف جديد الدورة 13 للمهرجن الدولي للمسرح بوجدة

(أجرى الحديث: الحسين لعوان)

وجدة (ومع) يحتضن مسرح محمد السادس بوجدة، في الفترة ما بين 15 و18 نونبر الجاري، فعاليات الدورة الـ13 للمهرجان الدولي للمسرح التي تنظمها جمعية كوميدراما للمسرح والثقافة.

وفي حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، يجيب مدير المهرجان السيد مصطفى الرمضاني، على ثلاثة أسئلة متعلقة بهذه التظاهرة المسرحية التي تعرف مشاركة فرق مسرحية من المغرب، وكوت ديفوار، وإيطاليا، وفرنسا.

1 – بعد سنتين من الغياب، ما الجديد الذي يقدمه المهرجان في الدورة الحالية؟

تنظم فرقة كوميدراما للمسرح والثقافة الدورة الـ 13 للمهرجان الدولي للمسرح بوجدة، بعد غياب دام سنتين بسبب جائحة كورونا. لقد كانت تلك الفترة بمثابة استراحة محارب، والآن نمني النفس بأن تتحسن الأوضاع لتكون هذه الدورة أفضل من سابقاتها، خصوصا وأن جمهور وجدة كان دائما متعطشا لمشاهدة العروض المسرحية الجميلة. لكن غياب الدعم المادي جعلنا نقلص من عدد الفرق المشاركة وانتقاء نوعية العروض والمشاركين.

وهكذا، في هذه الدورة، تم اختصار المهرجان في أربعة أيام مع الاقتصار على العروض المسرحية، وتخلينا مؤقتا عن الورشات التكوينية والمناظرات الفكرية وتوقيع الكتب والزيارات الميدانية والتكوينات التقنية.

ومن جهة أخرى، اكتفينا بثلاثة عروض مسرحية أجنبية من فرنسا وإيطاليا وكوت ديفوار، واخترنا ثلاثة عروض مغربية، منها عرضان من مدينة وجدة.

كما أننا في هذه الدورة اخترنا عرضا خاصا بالأطفال خلافا للدورات السابقة. وحافظنا على فقرة التكريمات، إذ نكرم هذه السنة فنانتين قدمتا الكثير للفن ولثقافة الحوار والتسامح؛ وهو الشعار الذي لطالما رفعته جمعية كوميدراما.

2 – كيف يمكن للمهرجان أن يساهم في الإشعاع الثقافي لجهة الشرق؟

المعروف أن الجهة الشرقية تعج بالأنشطة الثقافية والفنية، وتتوفر على طاقات معطاءة، لكنها في حاجة إلى المزيد من الدعم كي تحقق الإشعاع المطلوب.

والمهرجان الدولي للمسرح محطة أساسية تتوخى المساهمة في ذلك الإشعاع، والجمعية تساهم بدورها في ذلك، حسب إمكانياتها. وهي كما يعلم الجميع من الجمعيات المسرحية الهامة في الجهة التي حققت إشعاعا ملموسا في هذا الإطار، وامتد إلى خارج المغرب.

فالمهرجان ملتقى سنوي يحضر فيه جمهور وجدة المسرحي لمشاهدة عروض مسرحية من مختلف الحساسيات الفنية. وهي مناسبة بالنسبة للفنانين المسرحيين كي يستفيدوا ويطوروا إمكانياتهم الفنية ويحققوا ذلك التلاقح المنشود مع الفرق الوطنية والأجنبية. كما أن الجمهور الوجدي عموما يستمع بتلك العروض خلال فترة المهرجان ويحقق امتلاء روحيا وجماليا بما يشاهده من أعمال مسرحية تؤثر بشكل أو بآخر في تنمية مهاراتهم وأذواقهم ومداركهم.

ومن جهة أخرى، تسعى الجمعية لأن تجعل من المهرجان وسيلة لتسويق صورة الجهة الشرقية ـ ومن خلالها صورة الوطن ـ داخليا وخارجيا، لأن المشاركين الذين يحضرون يتعرفون على المدينة وما تزخر به من مؤهلات عمرانية وثقافية.

3 – كيف يمكن للمسرح أن يساهم في توطيد الفكر المتنور والذوق السليم؟

المسرح هو فن الحوار كما يعلم الجميع. وحين نقول الحوار، فنحن نستحضر ضمنيا مبدأ الديموقراطية والتكامل والأخذ والعطاء، وحسن الإصغاء، وتقبل الرأي الآخر ونحو ذلك مما يندرج في هذا السياق. والمسرح يعالج قضايا تهم المواطن بشكل أو بآخر، لأنه يسعى إلى ترسيخ قيم الجمال والنبل والخير وما يرتبط به من قيم صغرى أو كبرى. وهو بذلك يعمل ضمنيا على تهذيب الذوق والرفع من الوعي، وتدريب النفوس على ترسيخ ثقافة البناء ورفض ثقافة الهدم.

بمعنى أن المسرح مدرسة متحركة لتربية الناس على قيم الخير والجمال ونبذ كل ما يسيء إلى إنسانية الإنسان وحيوية الحياة. لذلك نراهن على المسرح كي يكون واجهة لنشر الوعي البناء والذوق السليم، ومن ثم بناء الإنسان الواعي المتزن والإيجابي. وبذلك قد يتحقق ما نحلم به جميعا وهو أن نجعل من المسرح أداة للديبلوماسية الثقافية حتى ننشر قيم السلام والتعاون والتواصل، ومن خلالها نعر ف بثقافتنا وهويتنا وقيمنا، وبقضايانا الوطنية والقومية والإنسانية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)