بعد أن أبكى المغاربة بمحاولة الهجرة إلى سبتة.. الطفل أشرف يرفض هذه الهدية من سكان تطوان

“بغينا حتى حنا نعيشو كي الناس”، من لم يسمع هذه العبارة، التي ظل صداها يتردد في مسامع الكثير من المغاربة منذ الإثنين الماضي.

 

أطلق هذه العبارة الطفل أشرف الذي كان يصارع أمواج البحر بقناني بلاستيكية لفها على جسده أملا في بلوغ سبتة المحتلة، في غمرة الهجرة الجماعية التي قادت الآلاف من المغاربة إلى هذه المدينة الواقعة تحت السيطرة الإستعمارية الاسبانية منذ قرون.

 

لم تشفع لأشرف توسلاته لعناصر الجيش الإسباني، ولا دموعه التي لم تتوقف عن الإنهمار منذ أن قرر ركوب أمواج البحر والسباحة نحو المدينة المحتلة.

 

أعيد أشرف إلى الفنيدق ومنها غادر إلى القصر الصغير، لكن العديد من سكان تطوان من المعروف عنهم حبهم للخير والاحسان فكروا في أشرف وسعوا لجبر خاطره، ومساعدته على مواجهة ظروفه القاسية.

 

إنطلق عدد من شبان المدينة بداية في رحلة البحث عن أشرف، حتى تواصلوا معه عبر عدد من سكان القصر الصغير، وعرض عليه أحدهم العيش في مدينة تطوان في بيت مستقل خاص به، وسيجد منه الرعاية التامة حتى يتمكن من متابعة دراسته، وحينها يمكنه أن يحقق حلم الهجرة بطريقة قانونية.

 

بائت محاولات هؤلاء المحسنين وفق العديد من نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي بالفشل، إذ ردد أشرف على مسامعهم، إعتذاره، وتأكيده في نفس الوقت نية الهجرة إلى الضفة الأخرى.

 

يبدو أن حلم الهجرة قد سكن هذا الطفل، كما سكن المئات من أقرانه، ممن وصلوا فعلا إلى المدينة المحتلة، رغم ما يلاقيه هؤلاء القاصرين على يد سلطات الإحتلال من معاملة سيئة وحاطة من الكرامة إلا أن ذلك في تقديرهم أهون من مطاردة السراب في وطنهم.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)