عائشة الصالحي فتاة في مقتبل العمر، ولدت بإعاقة حركية في كلتا قدميها بإحدى القرى النائية (اولاد يحيى) بإقليم زاكورة، ولم تحل هذه الإعاقة بينها وبين التفوق والنجاح في دراستها وفي محافل جهوية ووطنية وربما دولية.
لم تستسلم عائشة منذ نعومة أظافرها لوضعيتها هذه، بل ألحّت للحصول على كرسي متحرك، لتلتحق بالمدرسة الابتدائية المتواجدة وسط قريتها حيث بدأت تشق طريقها نحو النجاح وكل سلاحها عزيمتها القوية وكرسي متحرك مهترئ.
أنهت عائشة مرحلتها الإبتدائية بكل عزم متربعة في ذلك على مراتب أولى بنتائج جيدة جدا، بعد أن كابدت وصارعت الأيام والشهور والسنون الست في جميع الظروف المناخية القاسية بقريتها التي رسمت على خطاها أحلاما كبيرة لأجل أن تظل علاقتها بمدرستها وبأساتذتها وزملائها وطيدة دون كلل أو ملل .
لم تستسلم عائشة لما وصلت الى المرحلة الإعدادي والثانوي، وهي الآن تدرس بالجذع المشترك شعبة العلوم بثانوية اولاد يحيى الإعدادية، ونتائجها في اضطراد بعد ان حصلت على المرتبة الأولى بنتيجة جيدة جدا (18) سائرة على نفس المنوال حتى تحقيق هدفها الذي رسمته وهو أن تتمم دراستها الى أبعد الحدود لكي تصبح مستقبلا طبيبة أو مشرفة على مؤسسة لتدريس ذوي الإحتياجات الخاصة.
لم يقف طموح عائشة عند هذا الحلم بل تعدى ذلك الى حدود الواقع، وسطرت تاريخها الجميل بثبات بعد أن شاركت في مسابقة تحدي القراءة العربية، لتتأهل محليا بزاكورة ثم بعدها تأهلت جهويا وهي مقبلة على المسابقة الوطنية التي ستحتضنها الدار البيضاء يوم غد الخميس.
لتبقى عائشة نموذجا قويا للتحدي والطموح ضاربة المثل في كون “الإعاقة إعاقة فكر وليست إعاقة حركة” ، فتحديها وصمودها في وجه عوادي الزمن وفي وجه ظروف أسرتها المزرية التي لا تتعدى مزاولة الفلاحة وما تجود به السماء عليهم، ستظل شاهدة على قوة وصمود عائشة حتى يتحقق حلمها لتصبح طبيبة.
الطموح هي من أهم التي يجب على الإنسان أن يضعها في جدول حياته لكي يحقق ما يهدفه له، وعائشة تحدت كل الحدود طوحها جميل وأكبر بكثير بالفعل أنا فخورة بهذه التلميذة لأنها إتخدت إعاقتها كمصدر قوة ولم تقبل أن تكون ضعف لها ،الإنسان الطموح يبقى دائما خالدا لأن طموحه لا يشيخ أبدا .
#أمثال عائشة فخر لنا دائما أتمنى لها المزيد من النجاحات والتألق والسداد ❤
أنا متأكدة كل التأكيد بأنها ستصل لأنها لديها القدرة على ذلك ❤