بعد إرتفاع حالات كورونا في وجدة..ما الذي يحصل؟ أسئلة يطرحها المتتبعون!

بشكل مفاجئ ارتفعت حالات الإصابة بمرض كوفيد 19، الذي يسببه فيروس كورونا المستجد بمدينة وجدة، حتى بلغت أمس 40 حالة، ولا نعلم القدر ماذا يخبئ اليوم أيضا!

 

هذا الإرتفاع في الحالات المرضية دفع بالعديد من المتابعين إلى طرح سؤال بديهي يتبادر إلى ذهن كل مواطن وكل من يتابع تطور الحالة الوبائية بالمدينة، وهو : لماذا هذا الارتفاع؟

 

في الحقيقة لا يمكن الجزم في سبب ارتفاع الحالات، لكن وجب الخوض في مجموعة من الأسئلة، ونستعرض بعض المعطيات علها تساعد في فهم الحالة.

 

منذ أكثر من أسبوع أطلقت السلطات المحلية حملة تحسيسية واسعة، لدفع المواطنين إلى الالتزام بالتدابير الوقائية، وعلى رأسها وضع الكمامة، ونزلت السلطات بكل ثقلها وبإشراف ومتابعة شخصية من والي جهة الشرق معاذ الجامعي.

 

كان الطموح عند بدء هذه الحملة، هو تسطيح منحنى الحالات المسجلة، الذي أخذ في الارتفاع مع عطلة العيد وعودة العديد من المواطنين من المدن الأخرى الموبوءة لقضاء هذه العطلة مع عائلاتهم، وأيضا وجود عدد من المغاربة القاطنين بالخارج، لكن مع انقضاء العطلة وعودة الزوار إلى مدن ودول الاستقرار كان الجميع يراهن ويتوقع تسطيح المنحنى وعودته إلى الحالة الأولى التي كنا نسجل فيها حالات معدودة ومعزولة، في حين أن رقم الأمس دق ناقوس خطر حقيقي.

 

وإذا كانت السلطات ووفق ما تابته شمس بوست قد بذلت مجهودات كبيرة من أجل ذلك، فإن السؤال اليوم، هل باقي الشركاء في هذه الحرب يقومون بدورهم، وبالخصوص مصالح وزارة الصحة؟

 

في هذا الإطار لابد من طرح عدد من الأسئلة التي يمكن أن تكون مدخلا لفهم الحالة المستجدة.

في مقدمة الأسئلة، هو هل مستشفى الفارابي المخصص حاليا لاستقبال حالات كوفيد والذي يضم مئات الأسرة، يحترم تعليمات وقرارات وزارة الصحة التي أشارت على أطقمها ومصالحها بعدم السماح للحالات الايجابية بالاستشفاء المنزلي إلا بتوفر العديد من الشروط وفي مقدمتها إمكانية توفر غرفة في مسكن المريض يمكن أن يعزل فيها نفسه، بالاضافة إلى العديد من الشروط الصحية والسوسيو اقتصادية.

 

ثم إن بعض المراقبين والمتتبعين وضمنهم من يعمل في قطاع الصحة، يتساءلون أنه طالما الستشفى لم يستنفذ بعد طاقته الاستيعابية من مرضى كوفيد لماذا يتم اللجوء إلى السماح للحالات الايجابية بالاستشفاء في المنازل، خاصة وأن ضمنهم من يقطن في أحياء شعبية يصعب معها الالتزام بالحجر الصحي المنزلي الكامل.

 

إن عدم ضمان التزام المرضى بالحجر المنزلي، يعني شيء واحد، وهو أن كل الجهود التي تبذلها السلطات يتم ضربها مع الحائط، فلا معنى اليوم لاستمرار التوعية بضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية، في الوقت الذي يخالط المرضى عائلاتهم ومحيطهم، فهذا الواقع سيولد المزيد من الحالات، وقد نصل بالاستمرار على هذا الوضع إلى واقع جهات أخرى كانت في القريب تصنف بأن وضعها الوبائي غير مقلق قبل أن ينقلب الوضع كما هو الحالي لجهتي بني ملال خنيفرة ودرعة تافيلالت.

 

إن الوضع اليوم، لا يحتمل قرارات غير صائبة وغير مدروسة، أو أي قرارات تخضع لضغوط لوبيات معينة، بل يستلزم الحزم، لأن الامر يتعلق بحرب والحرب دائما يخرج منها منتصر ومنهزم ولا منزلة بين المنزلتين!

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)