كم نحتاج من وفاة صعقا حتى تتم صيانة أعمدة الكهرباء بوجدة؟

فقدت وجدة مراهقا يدعى أمين، في الـ14 سنة من عمره، قبل يومين بسبب صعقة كهربائية بحي لمحرشي وفق ما أكدته عائلته.

 

الحادث خلفة حالة من الغضب وسط العائلة ومعارف المراهق من اصدقائه وجيرانه وأبناء الحي.

 

تفاصيل الواقعة حسب ما رواه بعض سكان الحي والعائلة، أن هذا المراهق شأن باقي أقرانه كان يلعب بمحيط الحي قبل أن يقرر العودة الى منزل عائلته مختصرا الطريق فأمسك في طريقه بعمود للانارة العمومية، ليلقى حتفه في المكان نفسه بسبب صعقة كهربائية  لم تمنحه الكثير من الوقت.

مشكل الأعمدة التي توجد في حالة خطيرة بالمدينة ليست وليدة اليوم أو هذه السنة او السنتين الماضيتين، بل هو مشكل قديم لم تتمكن مصالح الجماعة حتى الأن من حله رغم بعض المبادرات المحتشمة التي فعلتها الجماعة كعزل بعض الأعمدة التي تكون في حالة خطيرة بواسطة عوازل بلاستيكية مخصصة لهذا الغرض.

لكن واقع الحال يشير إلى أن العشرات بل المئات من هذه الأعمدة تشكل تهديدا خطيرا لحق الحياة للمواطنين خاصة الأطفال منهم، بسبب وجود هذه الأعمدة في حالة تعرية مثير.

ولا يقتصر في الحقيقة هذا الأمر على الأعمدة الواقعة في الأحياء الهامشية في المدينة، بل حتى في بعض الساحات والمحاور الطرقية الرئيسية وسط المدينة.

وسبق لنا في شمس بوست أن رصدنا بالفيديو العشرات من الأعمدة التي توجد في حالة يرثى لها وتشكل لا محالة تهديدا للحق في الحياة.

قد يقول قائل بأن إمكانيات الجماعة وحتى الصراعات التي عاشها المجلس وهي الصراعات التي فوتت عليه إقرار الميزانية لعدة سنوات ما يعني غياب إمكانيات الاستثمار تحول دون قيامهما بدورها وبالخصوص اقتناء أعمدة بديلة، لكن الحقيقة التي لا يجب أن نتغاضى عنها كون أغلبية هذه الأعمدة لا تحتاج إلا للصيانة الاعتيادية التي تدخل في صميم عمل المصلحة المكلفة.

 

فوجود خيوط كهرباء عارية أو منفلتة من العمود الكهربائي لا تحتاج في اعتقادنا لاستثمار لتصحيح وضعها بقدر ما تحتاج الى صيانتها بالامكانيات المتاحة والمتوفرة.

 

لم يكن أمين الضحية الأولى، سبقه ضحايا آخرين، وربما ان ظل الحال على ما هو عليه اليوم، سينضاف ضحايا آخرين، وهنا نطرح السؤال التالي: كم من أمين يجب أن يدفع حياته ثمنا حتى تتحرك المصالح المختصة لتصحيح الوضع؟

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)