يوميات في حضرة الشوافة – 10 –

غادرت بيت “الشريفة” ، وأنا جد مسرور بالمائة درهم، في اتجاه محطة الحافلة، أتحسس تارة جيبي قصد الاطمئنان على الورقة النقدية، توقفت الحافلة تسللت وسط الازدحام حتى وصلت قرب السائق، فأنا تعودت على عدم تأدية تذكرة حافلة النقل الحضري وخاصة خلال الفترة المسائية، إضافة أنه لم يكن لدي “الصرف” عرجت على ساحة المسجد لإخبار بعض أصدقائي الصغار بالمبلغ الذي أتقاضاه في الأسبوع بعملي الجديد عند “الشريفة” وبعض الامتيازات الأخرى ، فكان الجميع ينصت إلي بإمعان وبإعجاب، توجهت نحو البقال اقتنيت قارورتين من “المونادا” وبعض الحلويات وعدت إلى أصدقائي شربنا القارورتين وأكلنا الحلوى، وما أن أنهى الفقيه صلاة المغرب، حتى ودعتهم وقصدت باب المسجد في إنتظار خروج والدي من الصلاة، قبلت يديه منحته مبلغ 30 درهما سألني عن ظروف عملي مع الخضار، لم أرغب في إخباره أنني أشتغل عند “الشريفة”، فإنه حتما سيمنعني من ذلك، وأنا ليس من مصلحتي أن أترك العمل عند “الشريفة” وأشتغل عند الخضار.

 

دخلت إلى البيت وجدت جدتي ممدة في مكانها المعهود، أيقظتها قبلت رأسها أعطيتها 50 درهما طلبت منها أن تدسها عندها ولا تخبر أحدا بذلك، سألتني عن مصدرها، وبعدما خلصت من دعاءها لي كما كانت تفعل مع أبناءها وأحفادها وكل أقاربها.
تذكرت أنني وعدت الخادمة” زهرة” بصورة لبطلة الفيلم الهندي “انتقام الحية”، تذكرت شابا يقطن بحينا يشتغل بإحدى القاعات السينمائية وكان من بين مهامه أنه يتولى عملية تعليق وإزالة الملصقات الخاصة بالأفلام المعروضة بمختلف القاعات السينمائية بمدينة مكناس، وكانت تعلق هذه الملصقات بمدينة مكناس، بعقبة دار السمن بالمدينة القديمة غير بعيد عن سينما “الأطلس” و”المونديال” وسينما “أبولو”، أما النقطة الخارجية الأخرى فكانت توجد بالمدينة الجديدة حمرية غير بعيد عن سينما “أومبير” و”كاميرا” ثم سينما “الريجان” دون أن أنسى سينما الملكي الذي دخلتها “عباسية” يوم افتتاحها وتزامن ذلك مع عيد الفطر، و أيضا سينما “أب س” ثم سينما “الريف” إذن هذه هي القاعات السينمائية التي كانت متواجدة بالعاصمة الإسماعيلية.

 

كانت عشية الخميس وهو اليوم الذي يتم فيه تغيير ملصقات الأفلام، وكان من اللازم علي البحث عن صاحبي طمعا في صورة لبطلة فيلم “انتقام الحية” ، بحثت عنه وجدته بمنزل أسرته، أكد لي أنه من الصعب إزالة الملصق دون أن يتعرض إلى التمزيق وأن الصورة من الطبيعي ستتعرض للتشويه نظرا لكثرة اللصاق الذي يتم استعماله أثناء عملية تعليق الملصقات، لكنه وعدني أنه سيحاول الحفاظ على وجه البطلة وأقترح علي أن مرافقته إلى مكان الملصقات، وأخيرا تمكنت من الحصول على صورة البطلة، طويتها بلطف وعدت مسرورا إلى البيت بغنيمتي، وأنا جد مشتاق للقاء الخادمة “زهرة” لأهدي لها صورة البطلة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)