إستنادا للأرقام المسجلة.. باحث في باستور يقدم السيناريوهات المتوقعة لانتشار كورونا في المغرب

 

قراءة في نتائج وأرقام كورونا في المغرب، إلى غاية يوم 18 أبريل و إلى حدود الساعة السادسة من مساء هذا اليوم …مع السيناريوهات و المنحنيات الحالية و المرتقبة لتطور وباء كرونا بالمغرب إلى نهاية شهر أبريل..قدمها الباحث في معهد باستور إدرس الحرشي على حسابه على موقع الفايسبوك أمس 

 

تم تسجيل 2685 حالة مؤكدة إلى اليوم 18 أبريل..

 

مع العلم اننا كنا يوم 14 أبريل في 1888 حالة مؤكدة، أي بزيادة 779 حالة وبنسبة حوالي 30% كزيادة في مدة جد قصيرة تجلت في 4 أيام…!!! ..وهو أول رقم قياسي منذ دخول الوباء بالمغرب، رغم القرارات والاحترازات الوقائية والاستباقية التي كانت في وقتها وفي محلها..و لولاها لكنا على حسب دراسة ترقبية أعدادنا في حوالي 40000 حالة مؤكدة على الأقل، وأكثر من 2000 وفاة إلى اليوم، وليس 6000 حالة مؤكدة كما قال وزير الصحة..

 

الارتفاع الأخير المشار إليه أعلاه راجع لعاملين…الأول، هو رفع عدد المختبرات إلى 11 مختبر ولكن بنسبة أقل في التأثير ..وثانيا البؤر الجديدة الصناعية والتجارية ونقط أخرى بمراكش هي الأساس…

 

وهذا عامل متحول جديد، ظهر لنا بعدما كانت أكثر الحالات المحلية عائلية فقط …لذلك يجب الإنتباه إليه وضبطه أكثر فأكثر ..لأن صعودنا إلى مستوى رقم 200 يوميا يعطينا الترقبات المعدة في المنحنيات أسفله السيناريوهات الخمس graphiques 1-2-3-4-5 أحسنهم الظاهر في المنحنى رقم 1 الذي يرتقب وصول 4500 حالة في نهاية الشهر، إلى اسوأهم والذين لا نتمناه ولا يجب أن نصل إليه ..

 

اقرؤوها جيدا لتروا جليا أين نتجه إذا خرقتا الضوابط..وهي ترقبات تطور الوباء إلى نهاية شهر أبريل…بمؤشرات ترتفع كلما تم خرق ضابط من ضوابط الحجر الصحي أو ظهر متحول جديد …وكلما لا نحترم ضوابط النظافة والوقاية داخل البيوت وخارجها وداخل المؤسسات المهنية والمعامل..

 

فنحن الآن والحمد لله مازلنا في المستوى الثاني ولنا الإمكانيات للتحكم فيه إذا انضبط الجميع.. حيث مازال مؤشر العدوى R0 في مستوى مريح أقل من 2.

 

كنا في نهج جد صحيح ويقلل المسافة …لولا ظهور بؤر المصانع في الأيام الأخيرة …كنا سنصل كما كان مرتقبا إلى رقم 2500 حالة في 20 أبريل و3000 في آخر الشهر و كان سيكون بداية استقرار المنحنى وانخفاض مؤشر R0 إلى أقل من 1 وأقصاه 15 ماي..

 

ولكن معطى حالات المصانع حولت المعطيات نسبيا وأجلت الاستقرار بعد 15 ماي، لذلك جاء قرار التمديد إلى 20 ماي بإضافة أربعة أسابيع…مع زيادة ضوابط جديدة ابتدأ العمل بها طبقا لتوصيات اللجنة العلمية والتقنية الوطنية..وتهييئات أخرى استباقية ستظهر في القريب أن شاء الله..

 

لابد أن نشير أن الرقم أعلاه مرشح للارتفاع بعد ظهور العدد الكبير مؤخرا لأن لذلك العدد لعدة مخالطين الذين تم ضبطهم وتطويقهم بسرعة وهذا العمل السريع لا يمكن إلا أن نشجعه ونحيي كل الأطقم على ذلك…ولكن رقم المخالطين ازداد على باقي المخالطين ووصل الرقم إلى 6027 كلهم الآن تحت المراقبة..

 

ولا ندري كم سيكون منهم من حالات إيجابية…حسب النسب القديمة اقصاها وصلت إلى 9% معناه إذا أخذنا نفس منحنى تلك النسبة….فننتظر عدد إيجابي مؤكد منهم قد يصل إلى حوالي 600 حالة مؤكدة… ناهيك على الحالات المكتشفة الجديدة يوميا من دون المخالطين.

 

ولكن لابد أن نسجل اليوم نسبة الإصابات التي انخفظت إلى 4,7% بعدما ارتفعت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة إلى 12,80% وننتظر استقرارها كما كان في الأسبوع الفارط.

 

ولابد أن نؤكد على أن عدد المصابين مرشح للارتفاع أكثر.. وهو شيء عادي و لا يخيف بقدرما سيريحنا من عدة أشياء..رغم سلبيات الإنهاك…وتمديد مدة الحجر وانعكاساته السوسيواقتصادية..أولها اكتشافها مبكرا وتطويقها، و آنذاك تكون الحظوظ كبيرة في نجاح العلاج ورفع عدد حالات الشفاء ..

 

ثانيا تطويق المصابين أكثر ومخالطيهم لضبط عدم انتشار العدوى مع العزل مباشرة..

 

ثالثا تفادي تطور الوباء عند المصابين فيأتون إلى المستشفى في مراحل متقدمة من المرض مما يقلل من عدد الوفيات…آنذاك يكون في حالة حرجة تدفع إلى استعمال العناية المركزة و الإنعاش وتقل حظوظ نجاح العلاج..

 

رابعا عدم إنهاك الأطر الصحية وعدم ملأ الأسرة بالمستشفيات وعدم الرفع من عدد الحالات الحرجة التي تتطلب الإنعاش..

 

المفرح هو نسبة الشفاء التي ارتفعت خلال هذا الأسبوع الأخير.. ب أكثر من168 لتصل إلى 314 لحد الآن، كما أشرنا إلى ارتفاعها المرتقب خلال الأسبوع الماضي.. وهي الآن بمعدل نسبة أسبوعية بأكثر من 12%،و تجاوزت نسبة الوفيات بفارق كبير كما يظهر في المنحنى أسفله، وإذا بقينا على هاته النسبة نترقب كما يظهر في آخر الشهر حوالي 500 حالة على الأقل و 800 حالة شفاء كرقم أقصى ..

 

وهو واحد من المؤشرات الإيجابية..يوحي ارتفاعها كما سبق ذكره ببوادر البروتوكول العلاجي المعتمد على الكلوروكين و الازيتروميسين وتعميمه لجميع المشكوك فيهم والمخالطين دون إنتظار النتائج المخبرية وهي نسبة جد مهمة لحد الآن وترتفع في الأيام المقبلة نظرا لعدة مؤشرات منها كذلك العلاج المبكر..

 

أما نسبة الوفيات فهي في 5,14 % من العدد الإجمالي للمصابين لحد الساعة السادسة، وهي في تنازل واضح يقترب من المعدل العالمي سجلت لحد اليوم 137 حالة عليها الرحمة و لها المغفرة بنسبة يومية 1,5% مقارنة مع عدد الأمس..

 

ولكن معدل نسبة الوفيات لهذا الأسبوع انخفض إلى 3,1 % ..بعدما كان معدل الأسبوع الفارط 8,1%، وهذا تطور ملفت وجد إيجابي، ونأمل في انخفاضه أكثر مستقبلا..

 

الإيجابي أيضا، هو العدد المحدود لحد الآن بخصوص الحالات الحرجة الموجودة الآن والتي لا تتعدى 89 حالة أي بنسبة 3,9% من الحالات المؤكدة الإجمالية مخصوم منها عدد حالات الشفاء وعدد الوفيات..

 

وكل هاته القراءة والأرقام بإمكانها أن تتحول سلبا كما وقع خلال هاته الايام الاخيرة والتي أشرنا بالتفصيل في قراءة 15 أبريل..إن وقع هناك تراجع في التعبئة المستمرة…..والالتزام بالحجر الصحي.. وفي الصرامة..والالتزام بالحاجز الوقائي الجديد المتمثل في الكمامة وكيفية استعمالها … والذي يضاف إلى العوامل المتحولة المشار إليها سابقا….فكلما اثرنا سلبا في هاته العوامل كلما كانت عندنا السيناريوهات التدرجية اسفله…

 

وإذا ما استمر التحكم والتعبئة المستمرة بدون تحول أو إخلال بالعوامل المتحولة .. فالمنحى الترقبي أسفله رقم 1 من حيث العدد الإجمالي وهو أحسن سيناريو سنصل إليه إذا ما واصل الجميع في الشروط السالفة الذكر وذلك في إنتظار استقرار الوضع.

 

ولا يمكن الترقب به في الوقت الحالي، نظرا لقلة المعطيات الرقمية والتي ستظهر في الأيام المقبلة..في انتظار ذلك المرجو إنجاح المرحلة بالرفع من منسوب الصرامة بخصوص الحجر الصحي وهي متعددة …منها كما قلنا سابقا المجالية جهويا واقليميا…مع زيادة بضبط مداخل المدن الموبؤة عند خروج الشاحنات والسيارات وتعقيمها لكي لا تحمل العدوى لمناطق أخرى..و كذلك عند وصولها ..وخصوصا بجهة الدار البيضاء سطات وجهة مراكش أسفي اللتان تشكلان 53% من عدد الحالات المؤكدة لحد الآن على المستوى الوطني..

 

الصرامة مع الذين يخرقون الحجر الصحي بشكل مستفز.. أو عن جهل .. و احترام قواعد النظافة والوقاية عند الخروج الاضطراري…و عند الدخول للبيوت….و كذلك داخل البيوت….وبين أفراد الأسرة …احترام المسافات …مع الشك في أي كان على أنه مصاب لأخذ الاحتياطات اللازمة الموصي بها….واستعمال الكمامات بكيفية مضبوطة…وعلى وزارة الصحة والسلطات التقليل من تجمعات العاملين والكاميرات والبهرجة أمام المستشفيات والمصحات كما نبهنا لذلك في تدوينة خاصة الأسبوع الفارط وبالأمس..

 

 و كذلك بالأحياء عند وصول الحالة إلى مقر سكناها وخصوصا الأحياء الشعبية عند كل حالة شفاء..لنعلم جميعا فكل تراخي أو تهاون أو إستهتار فردي أو جماعي سيؤدي إلى كارثة وأضرار نحن في غنى عنها على جميع المستويات..

 

لا أطيل عليكم…في انتظار إعداد والانتهاء من موضوع خاص بذات الوباء و بالحجر الصحي وتبعاته ورمضان …أؤكد مرة أخرى أن المسؤولية …مسؤولية فردية و جماعية كذلك …وإذا رأيتم إفادة…فأفتوا بها آخرين ربما يجهلونها..

 

الكل مسؤول…وكل من موقعه…

 

و مودتي للجميع…

 

 

في ما يلي المقال (التدوينة)، الأصلية التي أوردها الباحث في معهد باستور على حائطه الفايسبوكي.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)