مراكز النداء: الخطر الذي يهدد صحة المستخدمين في غياب المراقبة وتطبيق إجراءات الوقاية

في الوقت الذي تسارع فيه وزارة الصحة ومختلف المؤسسات والأجهزة، الزمن، للسيطرة على جائحة فيروس كورونا، هناك عدد من المغاربة ممن يشتغلون في مراكز النداء، يعانون في صمت، أمام ديكتاتورية المدراء والمستثمرين في هذا المجال، وعدم تطبيقهم للإجراءات الصحية التي طالبت بها وزارة الصحة.

 

وباء الكورونا لا يميز بين السن والجنس والعرق أو الإنتماء، وكل من عليها قابل لتلقي العدوى بأبسط الطرق. وبناءً على هذا الوضع الراهن، يعيش عمال مراكز الإتصال حالة من الرعب والهلع الحاد، حيث فرض الحجر الصحي في بعض المناطق وأعلنت حالة الخطر في مناطق أخرى وأغلقت المقاهي و تم الحد من كل التجمعات وشمل هذا جميع القطاعات عدى قطاع الأفشور .

 

وفي هذا السياق، توصلت شمس بوست بعدد من الشكايات من طرف مستخدمي هذه المراكز، بمختلف جهات المغرب، حيث عبروا عن غضبهم من الظروف التي أصبحوا يشتغلون فيها، في تجاهل تام من طرف أصحاب هذه المراكز، للتدابير التي إتخذتها الحكومة و السلطات بتعليمات ملكية، لمواجهة هذا الفيروس القاتل.

 

حيث أكد أحد المستخدمين، في تصريح لشمس بوست، ان إدارة مركز النداء الذي يشتغل فيه، طلبت منهم يوم الإثنين الماضي، “أخذ إجازة بدون مقابل أو غير مدفوعة الأجر، خلال هذه المدة التي اعلنت فيها السلطات منع الخروج إلا للضرورة، الشيئ الذي دفع بجل المسخدمين إلى تقديم طلب الإجازة، من أجل حماية انفسهم ومحيطهم وخوفا من انتشار الفيروس في هذه الظروف المساعدة”.

 

واضاف المتحدث، أن “الإدارة تراجعت عن عرضها مساء الثلاثاء، لتجبر كل العاملين بالعودة للعمل يوم الأربعاء، ومن لم يلتزم بهذا الأمر سيطرد من عمله”، وامام هذا الوضع تساءل المتحدث عن قانونية هذا الإجراء، ومدى إحترام هذه المراكز التي تشغل اعدادا كبيرا من المغاربة، للتدابير والإجراءات التي دعت اليها وزارة الصحة والحكومة؟.

 

 

في نفس السياق، كشفت إحدى المستخدمات في تصريح لشمس بوست، بأن ما “لا يعرفه البعض أن هذه الشركات لا توفر أبسط الظروف الصحية الوقائية في غضون هذه الأزمة الوبائية العالمية”.

 

 

قبل ان تضيف، “عدد العمال يتجاوز المئات، ملتصق واحد بالآخر، لا يفصل بينهم إلا بضع سنتمترات، بدون نوافد تهوية ولا أشعة شمس سوى مكيفات هوائية تحافظ على برودة مكان العمل حتى لا يتم إتلاف الحواسيب”.

 

وحول هذا الوضع تساءلت المتحدثة، “هل يعقل أنه رؤساء العمال لا يتحملون عبئ المطالبة بحقوق شغيلتهم ولا طمأنتهم في مثل هذه الظروف.. طلبهم جد بسيط، العمل من المنزل وتقليص عدد العمال في عين المكان كحل أولي، توفير ادوات التعقيم لكل شخص وتطهير المكان وادوات العمل بشكل مستمر طول اليوم، أقلَّه إلى أن يتمكنو جميعا من العمل في بيوتهم… هدفنا وقاية شبابنا، أسرهم، شيوخهم، وأطفالهم من وباءٍ هابته أعظم الشعوب”.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)