ميمونة.. أرملة دفعتها “العفة” إلى بيع القهوة بعربة مدفوعة في شوارع تاوريرت، وسقف حلمها “بيت وكوزينة”!

هنا قرب محطة القطار بتاوريرت ، الساعة تشير الى السابعة والنصف صباحا، شوارع المدينة الباردة خالية من الحركة باستثناء المستيقظين باكرا لطَرْق أبواب الرزق الحلال.

 

تقف “ميمونة” التي جاءت بدورها في الصباح الباكر بعربتها الصغيرة لبيع “القهوة” ،على حافة الشارع في إنتظار زبنائها القلائل لعلها تعود الى المنزل بقوت يومي لا يتعدى أحيانا 40 درهما.

 

“لم أجد بديلا يغنيني عن تواجدي هنا في هذا الجو البارد، لأنني بهذه العربة البسيطة أعيل إبنتي “المعاقة ذهنيا” التي تبلغ من العمر 16 سنة ، وإبني الذي يدرس في المستوى السادس ابتدائي بعد وفاة والديهما منذ 12 سنة” هكذا تختزل ميمونة كل شيئ وهي تسرد جزء من كفاحها اليومي لأجل البقاء.

 

https://youtu.be/dj7j0D0W7Xk

تتوقف ميمونة قليلا عن إتمام قصتها لشمس بوست ،بعد أن آتى أحد زبنائها، لتقدم له كوب قهوة على عجل بعد أن دفع لها مقابل ذلك درهمين، قبل أن تسترسل الحديث “ها أنت كما ترى ، أحصل على دريهمات زهيدة بين الفينة والأخرى فأظل اليوم بطوله أتنقل من مكان لأخر لعلي أعود في المساء بمبلغ يكفي لسد رمق أبنائي “.

 

تحاول أن تكبح دموع القهر في عينيها ، بعد أن استمرت في سردها للمعاناة التي حولتها إلى “امرءة حديدية” وهي تتحدى مرضها السكري المزمن الذي يتطلب منها يوميا استهلاك ادوية الانسولين، مقابل أن لا ترى دمعة في عيون ابنها الذي تتمنى أن يدرس ويجتهد أكثر ليكون عونا في المستقبل لأخته التي تعاني من إعاقة ذهنية.

 

ورغم كل هذه الظروف القاهرة لا تكف السيدة التي تقطن مؤقتا بمنزل غير مزود بالماء والكهرباء تعود ملكيته لأحد المحسنين، من ترديد عبارة “الحمد لله” كدليل على قناعتها بما قُسم لها وبالقوت اليومي المحصل عليه والذي لا يتجاوز سقفه خبز وعلبة حليب وبعض متطلبات طفليها.

 

ميمونة التي تكابد من أجل البقاء والتي تستهلك أدوية كثيرة لتستمر دورة الحياة، وكل حلمها أن يكون لها “مشروع” أكبر بقليل من تلك العربة الصغيرة تضمن لها ولأبنائها قوتهم اليومي ، ومنزل صغير “ببيت وكوزينة” يحفظ كرامتهم وعزة النفس التي لازالت الأم ورغم تجاوزها سن الخمسين لا تأبى الا أن تتشبث بها بعيدا عن التسول وعن وسائل الكسب الحرام.

 

وتوجه ميمونة الأرملة التي كافحت منذ 12 سنة ولازالت تكافح نداءها للمسؤولين أو أية جهة ترغب في إنتشال أسرتها من الضياع والتشرد ولو عبر توفير مشروع بسيط أو منزل يأويها خاصة وأن الأم أصبحت عاجزة عن الإستمرار في ‘الكفاح” بسبب المرض الذي أصبح ينهش جسدها.
رقم ميمونة: 0633283892

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)