جماعات ترابية بين مطرقة حجز الحمير.. وسندان عرضها للبيع بالمزاد العلني

ارتبط إسم الحمار في المخيلة الشعبية العربية عامة والمغربية خاصة، بالغباء والبلادة وغيرها من الصفات والنعوت الذميمة الأخرى، كما ارتبط إسمه أيضا، بالاستعمال المتعدد وخاصة بالمجال القروي، حيث يقوم بعملية الحرث والدرس وجلب الماء ونقل الاشخاص، ولم يقتصر دور هذا الحيوان الأليف على الأرياف فقط ، فحتى المدن لا زالت في حاجة ماسة لخدماته، إذ لا زال هذا الحيوان يجوب الأزقة الضيقة يحمل أثقالا، ينقل المواد الغذائية، ينقل مواد البناء، ويحمل حتى ما نفرزه من نفايات منزلية، ولازال الحمار يجوب أهم شوارع المدن يجر عربات مملوءة بالخضر والفواكه، وفي الساحات العمومية وحتى أمام أبواب المساجد، فرغم ظهور الدراجة النارية ثلاثية الأبعاد “تريبورتور” إلا أن هذه الوسيلة لم تستطع تعويض خدمة الحمار.

معاناة الحمير أثناء الحجز من الجوع والعطش

في أحيان عديدة تشن السلطات المحلية، حملات واسعة النطاق، ضد الباعة الجائلين لتحرير الملك العمومي من الإحتلال، وتكون من بين المحجوزات حمارا تم ضبطه متلبسا بجر عربة، فيساق إلى المحجز البلدي بتهمة احتلال الملك العام وعرقلة حركة السير وغيرها من التهم الأخرى، فيما توزع البضاعة على دور الأيتام والعجزة، وتتعرض العربة للكسر.

لينطلق مسلسل معاناة الحمار داخل المحجز البلدي، فلا أكل ولا ماء ولا سقف يحميه من حر القيظ وقر البرد، بسبب غياب ميزانية مخصصة لتوفير الكلأ للحيوانات المحجوزة وكذا غياب جمعيات تهتم بالحيوان ، و يظل الحال على حاله إلى حين نفوق هذا الحيوان في صمت مريب دون أن ينتبه إليه أحد، ويتخلص منه في مكان خلاء لتفترسه الكلاب الضالة، وكم من حمارا تحول إلى كفتة وبيعت إلى أصحاب الأكلات الخفيفة وتناوله البعض منا.

 

وأمام هذا الوضع الصعب، تلجأ بعض الجماعات الترابية إلى التخلص من الحمير المحجوزة من خلال عرضها للبيع بالمزيد العلني، وهي تعرف جيدا أن هذه العملية ستجر عليها وابلا من السخرية وخاصة بالعالم الأزرق، وهي تدرك جيدا أن عملية السمسرة هذه، ستتحول أيضا إلى مادة إعلامية دسمة، لأن لا حل لهذه الجماعات الترابية للتخلص من هذا الحيوان وإنقاذه من الموت إلا من خلال بيعه.

إعلان بيع حمار بالمزاد العلني

أثارت قضية إعلان بيع حمار بسمسرة عمومية من قبيل الجماعة الترابية لبولمان يوم الثلاثاء الماضي، سخرية كبيرة لدى رواد مواقع التواصل الإجتماعي حيث انتشر الإعلان كما تنتشر النار في الهشيم.

وبالرجوع إلى موضوع إعلان السمسرة، فإن رئيس الجماعة تعمد إخفاء عدة جوانب على المشاركين في هذه السمسرة، حيث لم يشر إلى عمر الحمار وإلى نوعيته وسلالته وحالته الصحية، والمدة التي قضاها بالحجز، حيث اكتفت الجماعة فقط بتاريخ ومكان بيع الحمار، وأنه تم حجزه من قبل مصلحة المياه والغابات، مع الإلحاح على تأدية الثمن حالا، مع إضافة 10 في المائة لفائدة البيوعات العمومية، وما نتمناه أن تخرج الجماعة بإعلان آخر تخبرنا من خلاله بثمن بيع الحمار في إطار الشفافية والنزاهة وفي إطار الحق في الوصول إلى المعلومة.

حمار يفقد عينه بالمحجز البلدي لكرسيف بسبب وردة وجمعية تنقله إلى مراكش للعلاج

تسببت وردة في عذاب أليم ، لحمار بمدينة كرسيف خلال شهر أبريل من سنة 2016، حيث تم فقأ عينه من طرف أحد المستخدمين بالمحجز البلدي بتهمة، أكل وردة بالشارع العام، وهو الحادث الذي أثار ضجة على مواقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك” بمجرد نشر شريط فيديو مدته 38 ثانية يفيد تعرض حمار للتعذيب، وتعالت أصوات التنديد والاستنكار بهذا السلوك المشين، وتدخلت جمعية الرفق بالحيوان ونقلت الحمار من مدينة كرسيف حتى مراكش لتلقي العلاج، لتنتهي مأساة حمار ذنبه أنه أكل وردة في مدينة لا توجد بها ورود وفق تعبير مالك الحمار.

 

حمار يرسل صاحبه إلى المستعجلات بسبب قطعة خبز

 

 

وقعت هذه الحادثة، بإحدى الضيعات الفلاحية بمدينة وجدة خلال شهر رمضان من سنة 2016، لما قام حمار بإرسال صاحبه إلى المستشفى الفارابي في وضع صحي حرج، حيث أكد لنا أحد العمال بالضيعة التي شهدت الحادث، بهذا الخصوص، أن مشغله اعتاد على التردد على الضيعة خلال الفترة الموالية وكان يجلب معه كمية كبيرة من الخبز “اليابس” وكان يوزعها على باقي الدواب في حين أنه كان يستثني الحمار، وكلما نهق للمطالبة بحقه في الخبز “اليابس” إلا وشرع صاحب الضيعة بضربه بواسطة عصا غليظة، الأمر الذي لم يرق الحمار ذلك الزوال وقام بمهاجمته وأسقطه أرضا وشرع يعضه، ولولا تدخل أحد عمال الضيعة في الوقت المناسب لأزهق الحمار روحه.

 

تم حمل صاحب الضيعة على عجل نحو المستشفى في وضع صحي حرج، حيث أخبر الطبيب عائلة الضحية بأنه من الضروري بتر ذراع الشيخ جراء ما تعرض له من عض من قبل الحمار، إلا أن أسرة صاحب الضيعة رفضت خيار بتر ذراعه وفضلت نقله نحو الخارج لتلقي العلاج.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)