بقيمة 500 مليون.. التاوريرتيون ينتقدون معرض الزيتون: “حنا بغينا المستشفيات وشركات للتشغيل” !!.

 

بمجرد أن تم الاعلان عن تنظيم معرض الزيتون بمدينة تاوريرت في دورته الأولى خلال شهر نونبر المقبل، تناسلت ردود أفعال كثيرة أغلبها تصب في سياق انتقاد المسؤولين عن هذا الملتقى الذي “سينظم بميزانية تزيد عن 500 مليون سنتم ” حسب ما كشفته مصادر جيدة الاطلاع للموقع.

ردود الأفعال الرافضة لفكرة هذا المعرض، استنبطها اصحابها -متابعي الشأن المحلي – انطلاقا من من كون المدينة بحاجة ماسة إلى مشاريع ذات أهمية قصوى من احتضان معرض الزيتون الذي ستصرف لأجله ميزانية ضخمة أولى لها أن تذهب لفائدة المستشفى الاقليمي أو جلب مشاريع لخلق فرص شغل مباشرة لانتشال الشباب من البطالة.

ساكنة تصب جام غضبها على المسؤولين

واستغل عدد من الساكنة، الفرصة لصب جام غضبها على المجلس الجماعي الذي سيوفر إعتمادات لتغطية مساهمته في المعرض -حسب مصادر شمس بوست – ب حوالي 100 مليون سنتم، و المجلس الاقليمي كذلك ب حوالي 100 مليون سنتم، ومجلس الجهة بحوالي 150 مليون سنتم في الوقت الذي لم يحدد ذات المصدر مساهمات وزارة الفلاحة وشركاء اخرين الذين سيشاركون بدورهم في هذا الملتقى.

وعزى الغاضبون سبب سخطهم الى كون الميزانية الضخمة التي ستذهب لأجل تنظيم المعرض كان الأجدر من المجالس المنتخبة برمجتها في مشاريع نفعية لاخراج الساكنة من عنق الزجاجة، ومن الأزمة الخانقة التي تعيشها منذ عشرات السنين والتي أضحت تدفع بمئات الشباب إلى “الهروب الجماعي من المدينة للمغامرة في عرض البحر ، أملا في الوصول الى الفردوس الاوروبي”

الفيسبوكيون يسخرون ..

في الوقت الذي أغضبت فيه فكرة تنظيم المعرض عدد من الساكنة، وجد أخرون في ذات الفكرة مادة للسخرية التي ملأت صفحاتهم الفيسبوكية بعد أن أرفقوا تدويناتهم بعدة فيديوهات وصور لأماكن داخل المدينة “تثير الاشمئزاز ” من قبيل منظر واد ميه الطيور الذي سيستقبل زوار المعرض بمدخل المدينة برائحة المياه العادمة والكريهة، وكذا المطرح البلدي بروائح الادخنة المتصاعدة بشكل يومي ، فضلا عن عشرات الصور للمرافق الحيوية و للبنية التحتية المهترئة .

وانتقد ذات الفيسبوكيين بدورهم وانطلاقا من هذه الوضعية المزرية التي تعيشها المدينة “المنطق” الذي اصبح يفكر به القائمون على الشأن المحلي والذي اعتبروا انهم يحبون “الواجهات والزواقات، في الوقت الذي “ستفرشهم” البنية التحتية “المبوتكة” أثناء احتضان المعرض الذي سيحضره عدد من الزوار الاوروبيين والامريكيين الذين تربطهم علاقة شراكة مع وحدات انتاج الزيتون بتاوريرت”.

وكتب أحدهم متسائلا: “لا أفهم كيف سننظم معرضا للزيتون ونسوق لهذا المنتوج في الوقت الذي لايزال فيه عدد من الفلاحين البسطاء يعانون الويلات ضواحي تاوريرت ، بسبب افرازات معامل الزيتون التي تصب في ودي زا والصباب والتي يعلم الجميع أنها تؤدي الى كارثة بيئية خطيرة وعواقب صحية وخيمة”.

ماذا سنستفيد من المعرض !

بهذا السؤال استهل أخرون تصريحاتهم للموقع، بعد أن استرسلوا حديثهم “نعم سننظم المعرض وسيأتي الزوار بشكل يومي ليكتشفوا منتوج الزيتون، لكن في مقابل ذلك فأننا لن نستفيد شيئا ولن تتحرك عجلة اقتصادنا الخانق مادامت المدينة لا تتوفر على فنادق، ولا على مموني الحفلات، ولا على شركة للحراس الخاصيين .. الذين سيعتمد مسؤولونا من دون شك في استقدامهم من مدن اخرى وسيحجز فنادق في مدن مجاورة.

وتابع أحدهم “ثم هل ستتغير الوضعية المزرية للعاملات داخل وحدات انتاج الزيتون، وهل ستتوقف الكارثة البيئية التي لازالت مستمرة في المدينة بفعل افرازات معامل الزيتون ،طبعا لا أعتقد ذلك، وكل ما سيغيره هذا المعرض هو ان “دار لقمان ستظل على حالها وربما ستسوء أكثر ، بسبب تحويل ميزانيات كانت مخصصة للصيانة الاعتيادية لمنشآت الانارة العمومية الى تغطية هذا المعرض”

المجلس الجماعي يلجأ الى ميزانية الانارة العمومية لتمويل المعرض

وفي هذا السياق وحول ردود أفعال المعارضة بجماعة تاوريرت كشف رمضان حران، وهو عضو جماعي ، لشمس بوست، أنهم في المعارضة ” لا نعارض فكرة هذا الملتقى الفلاحي ، لأننا نأمل أن يعطي اشعاعا للمدينة ”

وتابع المصدر ولكن “الاشكال في تمويل المعرض، حيث أن المجلس الجماعي لم يبحث عن مصادر معقولة للتمويل ، بل لجأ الى المصادر التي تحتاج اليها المدينة وقام بتحويل ميزانية 60 مليون سنتم لتغطية مساهمته للمعرض من ميزانية صيانة منشآت الانارة العمومية وميزانية تعويض عن الضرر لصالح الخواص وكذا العتاد وصوائر التسيير، في الوقت الذي كان بإمكانه توفير هذه الاعتمادات وتحويلها من ميزانية المحروقات او من سفريات وتعويضات الرئيس ”

وفي ظل هذا التباين في الردود يأمل اخرون في أن يكون المعرض فأل خير على المدينة لأجل التعريف بالاقليم وبامكانياته الطبيعية الزخمة ، لجلب مستثمرين اجانب في شتى الميادين.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)