منتجو الزيتون يرفعون أكُفَّهم إلى السماء.. شبح الجفاف يزحف!

على بعد أيام قليلة من انطلاق موسم جني الزيتون، ما زال المنتجون ينتظرون أن تجود السماء بالمطر، لإنقاذ موسم يزحف عليه شبح الجفاف.

 

مواطنون بإقليم تاونات، وأحواز منطقة الشمال، يتخوفون من تكرار سنوات الجفاف، وضياع محصول الزيتون، خاصة على مستوى الحقول البورية، التي لم يشملها مشروع الري، على الرغم من توفر الإقليم على 5 سدود من الحجمين الكبير والمتوسط.

 

تخوفات الفلاحين من احتباس المطر، وتأخر فصل الشتاء، أرجعه مواطنون لاقتصاد المنطقة، الذي يرتكز بالخصوص على شجر الزيتون، والشريحة، والخروب.. وهي مغروسات تأثرت بشح التساقطات، وتعرضت مساحة كبيرة منها للتلف، خاصة الحقول الواقعة في المناطق الجبلية، التي يعاني سكانها نقصا حادا في الماء الصالح للشرب.

 

حقول غفساي، وبني وليد، ومرنيسة.. بضواحي تاونات، تعد من أهم سلاسل إنتاج الزيتون في الإقليم، لكن غياب مشاريع الري، ومد قنوات سقي الحقول البورية، كما هو الشأن بالنسبة لحقول ” الزيامة ومزيلة” بجماعة بني وليد، أثّر سلبا على الإنتاجية، كما وقف حاجزا أمام كل مبادرة لتثمين، وتطوير، وتجويد السلاسل الإنتاجية للزيتون، تماما كما هو الشأن بالنسبة لإقليم تازة.

 

وفي وقت دعّمت فيه الدولة مشاريع التنمية الفلاحية على مستوى إنتاج زيت الزيتون، بواسطة دعم إنشاء وحدات اقتصادية بدعم أمريكي، ما زال مشكل الماء، في تاونات، يقف حاجزا أمام تحقيق رهان التنمية المحلية، علما أن سد ” أسفالو”، وسد بوهودة.. قادران على احتواء أزمة جماعات بني وليد، بوهودة، طهر السوق وفناسة باب الحيط.

 

وتجدر الإشارة إلى أن موسم جني الزيتون يحقّق، تاريخيا، بأقاليم تاونات، جرسيف، قلعة السراغنة.. انتعاشة كبيرة، كما يضمن ادخارا لآلاف الأسر، التي بات شبح الجفاف يهدد استقرارها في الجبال.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)