كرزازي: بعد تسلم جثامين 3 مهاجرين مغاربة عبر الحدود مع الجزائر: إنهم ضحايا سياسات رادعة

وصف محمد كرزازي، الناشط الحقوقي في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أن المهاجرين غير النظاميين المغاربة، الذين سقطوا أخيرا في السواحل الجزائرية خلال محاولتهم العبور إلى الضفة الأخرى من المتوسط، بأنهم “ضحايا سياسات رادعة للهجرة”، و ضحايا “إنتهاكات الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية”.

 

وأبرز كرزازي، الذي كان يتابع أمس في المعبر الحدودي “زوج بغال”، عملية نقل 3 جثامين مغاربة، بعد تسليمهم من قبل السلطات الجزائرية لنظيرتها المغربية، بعد انتهاء إجراءات التحقق من الهوية التي إستغرقت أسبوعا كاملا، أن هؤلاء المهاجرين، غامروا بحياتهم وخاطروا بها في ظروف غامضة، وقرروا الهجرة غير النظامية، بحثا وهروبا من واقع مر يصعب العيش فيه، بدون التمتع بحقوق الإنسان، وفق المنصوص عليه في المواثيق الدولية، سواء كانت مواثيق الحقوق المدنية والسياسية، أو مواثيق الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية، منها الحق في الشغل والحق في الولوج إلى الصحة والحق في التعليم والسكن اللائق.

 

وأبرز كرزازي، المعروف بنشاطه في مجال تتبع أوضاع المهاجرين في المغرب، أن هؤلاء المهاجرين الذي فقدوا حياتهم في البحر، هم أيضا ضحايا السياسيات التنموية التي لم تعبر عن انتظاراتهم، بل ساهمت في انتهاك حقوقهم، و سئموا من العيش وخاطروا بحياتهم”.

 

وبدل أن تستقبلهم عائلاتهم أحياء و في صحة جيدة، ومستقبل زاهر، “ستستقبلهم، على شكل جثامين عبر الحدود المغربية الجزائرية، وهذا هو المؤلم والفاجعة التي تنضاف إلى فاجعة فقدانهم” يضيف كرزازي.

 

وأبرز الناشط الحقوقي، أن العائلات من المؤكد تشعر بألم شديد جراء فقدانها لفلذات أكبادها. ودعا في نفس الوقت إلى إستحضار هذا النموذج الذي وصفه بـ”الصارخ”،، والوقوف على تفاصيله لمطالبة الدولة المغربية، بحماية حقوق الإنسان وإعمال هذه الحقوق، ليتمتع بها الكل حتى يعيش المواطنون بكرامة، يتمتعون بحقوقهم في سكينة واطمئنان دون الولوج إلى المخاطر وسلك هذه المسالك الخطيرة.

وكان قارب يقل 16 مهاجرا غير نظامي، 10 منهم مغاربة، قد إنقلب يوم الأربعاء 17 شتنبر الجاري، في عرض السواحل الجزائرية، التابعة لولاية وهران، قبل ان تنقذ مصالح الإنقاذ في الجزائر 8 إثنين منهم مغاربة، فيما إنتشلت جثث 3 مغاربة أخرين، هم الين تسلمتهم السلطات امس، وإعتبار 5 مغاربة أخرين في عداد المفقودين.

 

وخلف الحادث، حالة من الحزن الشديد وسط المواطنين، خاصة بمدينة تاوريرت التي ينحدر منها أغلب المهاجرين، حيث عبر العديد منهم عن سخطه جراء الاوضاع الإجتماعية المزرية التي أودت بحياة هؤلاء المهاجرين، وفي مقدمتها أزمة البطالة التي أضحت تلقي بظلالها على معظم شباب المنطقة الشرقية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)