إنسحاب مفاجئ لشركة النقل الحضري بتاوريرت يثير أكثر من علامة استفهام

في خطوة مفاجئة  أقدمت شركة النقل الحضري بتاوريرت “رمال بيس”، بسحب حافلاتها بشكل نهائي من المدينة ليلة الاثنين، تاركة وراءها مستخدميها ومستعملي هذا النوع من النقل في حيرة من أمرهم، خاصة وأن انسحابها تم بدون أي إعلان مسبق موجه للساكنة، سواء من طرف الشركة أو من المجلس الجماعي.

 

وشوهدت حافلتي “رمال بيس” التي كانت تنشط بالمدينة  تُنقل ليلا عبر شاحنات “الديباناج”، بطريقة تطرح أكثر من تساؤل حول الصفقات وبنودها التي يعقدها المجلس الجماعي  لجلب هذا النوع من النقل، خاصة وأنها ليست المرة الاولى التي تنسحب فيها شركات النقل الحضري بهذه الطريقة المفاجئة وتحت جنح الظلام من تاوريرت تاركة مئات من مستعمليها  من طلبة معهد اللوجستيك وساكنة الأحياء الهامشية الذين دأبوا على استعمالها للمصير المجهول.

 

وفي هذا السياق كتب ابراهيم مكراش، أحد النشطاء بالمدينة واصفا حدث انسحاب الشركة  ومغادرتها ليلا دون سابق انذار “بالصفقات الفاشلة التي يعقدها المجلس الجماعي”، مشيرا إلى أن النقل الحضري يفشل وللمرة الثانية بتاوريرت بعد أن سبق لشركة “كرامة بيس”، الانسحاب بنفس الطريقة وبنفس الحيثيات ” قبل أن يتساءل “إلى متى ستظل مدينة تاوريرت تحت رحمة تجارب الصفقات الفاشلة؟ “

 

 من جانبه كشف أحد المستشارين بالمجلس الجماعي لشمس بوست، أن شركة رمال بيس كانت قد سبق وأن اعلنت على انهاء الصفقة أمام المجلس وأمام عمالة تاوريرت، منذ ستة أشهر بعد انتهاء الاتفاقية، إلا أنها استمرت في العمل الى غاية نهاية الشهر المنصرم حتى لا تخلق ازمة في التنقل بالنسبة لطلبة معهد اللوجيستيك وباقي المؤسسات التعليمية الذين يعتمدون على وسيلة النقل هذه بالدرجة الاولى.

وأضاف المسؤول الجماعي أنه تم طرح دفتر تحملات آخر  في هذا الشأن لأجل التعاقد مع شركة اخرى وتمت المصادقة عليه من طرف المجلس وتأشير عمالة، وسيتم الإعلان عن الصفقة تماشيا مع قانون الصفقات “قبل ان يتابع ” صراحة لا أظن أن هناك شركة ستقبل مستقبلا العمل بتاوريرت من جديد بسبب المشاكل والعراقيل التي  تواجههم في الكواليس (دون ان يفصح عن نوعها) ” يضيف المسؤول. 

 

واستبعد عدد من متتبعي الشأن المحلي  قبول أي شركة للصفقة من جديد، في ظل عدم توفير المجلس الجماعي شروط نجاح اشتغال هذه الوسيلة نظرا لتباعد الخطوط، وعدم وجود محطات داخل الأحياء، وضيق الأزقة وغيرها من المشاكل والمعوقات التي تدفع شركات النقل الحضري للانسحاب من المدينة بعد أن تجد نفسها تتخبط في قلة مداخيلها بسبب عدم الإقبال على هذه الوسيلة للنقل.

 

وأبرز هؤلاء أن هناك جهات مسؤولة بالمجلس لا تريد بقاء مثل هذه الشركات بالمدينة كون هذه الجهات تمتلك سيارات الاجرة وبالتالي فنجاح حافلات النقل الحضري بتاوريرت يعني التعارض مع مصالحهم، الشيء الذي يدفعهم قدر الامكان الى عدم توفير شروط نجاح هذه الوسيلة.

 

ومن أجل تشجيع شركات النقل الحضري بالمدينة اقترح هؤلاء بتوفير حافلات صغيرة mini-bus القادرة على الولوج إلى الازقة الضيقة داخل الأحياء  و بأثمنة مناسبة، بدل وضع خطوط متباعدة في الشوارع الرئيسية فقط مما يدفع الساكنة بعدم الإقبال عليها.

 

وأضافت ذات المصادر “لما لا يتم تفويت هذه الصفقة لشباب مقاول معطل بالمدينة، وتشجيعهم عبر توفير حافلات حجم  صغير حتى يتم تشجيع النقل وفي نفس الوقت تشغيل عدد من الشباب الذي يتخبط في البطالة بهذه المدينة بدل تفويت الصفقات لشركات لا تستمر طويلا حتى تنسحب من جديد “.

 

ويشار إلى أن شركة رمال بيس، كانت قد باشرت عملها بتاوريرت منذ أواسط شهر ماي من سنة 2015 ،  وكان ممثل الشركة قد صرح أن الاتفاقية سارية المفعول لمدة 15 سنة، غير أنه لم تمضي بعدها سوى أشهر قليلة حتى سحبت الشركة من أسطولها عدد من الحافلات ثم الابقاء على اثنين فقط، ليتم بعد ذلك ليلة الاثنين سحب جميعها  بصفة نهائية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)