أين “البام”..هل إنتهى الحزب في الشرق؟

 

في اليومين الماضيين، راج على نطاق واسع بين “أعضاء البام” بالشرق عموما وفي وجدة على وجه الخصوص، أن أعضاء الحزب يحضرون لعقد لقاء جهوي في وجدة.

 

لكن حتى الآن، لا مؤشرات على عقد هذا اللقاء، في ظل الزلزال الذي ضربه بعد اعتقال أمينه الجهوي عبد النبي بعوي، الذي يشغل منصب رئيس مجلس جهة الشرق، بتهم الاتجار الدولي في المخدرات و التزوير وجنايات وجنح أخرى، بعد التصريحات التي أدلى بها المواطن المالي المعروف بـ”اسكوبار الصحراء”.

 

سبق لـ”شمس بوست”، أن تطرقت إلى “الشتات” الذي أصاب الحزب بفعل هذا الزلزال، وكيف أن تركيز “قرار” الحزب في يد بعوي، كان له انعكاس جلي، تمثل في “الفراغ” القاتل الذي وقع فيه، وفي عدم تشكل “قيادة جهوية”، يمكن أن تقود المرحلة القادمة.

 

بكل تأكيد اللقاء الذي كان ينوي “الباميون” عقده، الهدف منه هو “إثبات” الوجود والاستمرار في الحياة، وأن وجود بعوي وغيابه سيان. و لا يمكن أن تتوقف معه الدورة التنظيمية للحزب. 

 

لكن الباميون بكل تأكيد اصطدموا بحجم الفراغ الذي خلفه بعوي، ليس لكون المنسق الجهوي كان رجل تنظيم، وركز القرار في يده من هذا المنطلق، وإنما لكونه كان يمارس “السيطرة” على جميع مناحي تصريف القرار الحزبي في الجهة، لضمان الولاء “الأعمى”، وهو ما أفضى في النهاية إلى إستبعاد جميع الأسماء التي يمكن اللجوء إليها “لدواير الزمان” كما يقول المثل الدارج.

 

ثم إن الراغبون في استصدار “شهادة ميلاد” جديدة للبام بالجهة، وجدوا أنفسهم، أمام حالة من “غياب الثقة”. غياب الثقة في الأعضاء فيما بينهم هي معضلة تجعل استمرار الحزب على الأقل بالوجوه التي كانت مسيطرة على المشهد في الفترة الماضية أمر غير ممكن بتاتا.

 

ثم إن واقعة “شبكة بعوي”، وضعت أسهم الحزب خاصة في وجدة “في الأسفل”، إذ يقترن اليوم اسم البام بـ”بعوي” وبنشاط بعيوي والتهم الموجهة إليه، وهو عامل أخر يجعل العديد من الأعضاء يفضلون الانزواء والتراجع إلى الخلف.

 

بكل تأكيد العديد من الأسماء في حزب التراكتور في الشرق و وجدة مستفيدة من هذا الوضع، وهي على الأرجح “استفادت” من الحزب خاصة في الانتخابات الأخيرة، وأقصى استفادة ممكن من البام هي التي حققتها، وبالتالي عودة الدوة التنظيمية من شأنه إرباك مصالحها.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)