فضيحة..مطار وجدة تحول إلى ميناء و مركز الإغاثة يحتاج لمغيث و مرجان يستعين بـ”الكراطة”  

دقائق معدودة كانت كافية لتحول عشرات الشوارع و المرافق بمدينة وجدة إلى “وديان” تنقل السيول في كل الإتجاهات.

المشهد في الحقيقة أشبه بفيلم رعب عاشه العديد من المواطنين بطرقات وجدة و بخاصة بالطريقة الرابطة بين مدينة الألفية والمطار، وفي المرافق الأخرى الواقعة في هذه المنطقة.

لساعات ظلت تلك الطريق مقطوعة في وجه حركة السير، حيث لم يتمكن المواطنون من التنقل بسياراتهم نتيجة السيول الجارفة التي قطعتها بالقرب من مرجان.

ففي الوقت الذي استعان مستخدمو السوق الممتاز بـ”الكراطة” من أجل “طرد” المياه التي اجتاحته من كل صوب وحدب، وقف العاملون في مركز الاغاثة الذي يضم العشرات من الأليات، والذي شيده مجلس جهة الشرق مشدوهين أمام هول السيول الجارفة التي اخترقت المركز أيضا.

وفي الواقع، منذ سنوات وقع حادث مشابه، على إثره اقتحمت المياه المركز، وكانت الجهة قد قامت بأعمال حمائية بعد ذلك، لكن اتضح بعد سيول اليوم أن لا شيء يمكن أن يقف في وجه المسار الطبيعي للوديان وروافدها، ويتأكد من جديد أن المكان الذي شيد فيه هذا المركز قد أثبتت هذه الحوادث أنه لم يكن مناسبا البتة.

أما مطار وجدة، فتحول في الواقع إلى “ميناء وجدة أنجاد”، على حد تعبير بعضهم، بالنظر لكمية المياه الكبيرة التي اجتاحت مرافقه، و وجد المواطنون أنفسهم أمام وضع لم يعهدوه في مطارات العالم.

والواقع أن الحادث الذي مس هذه المؤسسة الحيوية والاستراتيجية، والتي تمثل في نفس الوقت وجه المدينة والجهة، يحتاج إلى وقفة مطولة وإجراءات حازمة وحاسمة في نفس الوقت، لتحديد مسؤوليات ما حدث وجرى.

وحسب العديد من المتابعين، فإن المنطقة ومنذ عقود شهدت هطول أمطار غزيرة ربما أقوى مما شهدته المنطقة اليوم، لكن لم تكن الفيضانات تمتد إلى داخل أروقة المطار، وهو ما يجب أن يدفع إلى فتح تحقيق حسب نفس المصادر لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا الحادث، وعدم الاكتفاء بالقاء اللوم على “الأمطار الغزيرة”، خاصة وأن المنطقة في السنوات الماضية شهدت أشغال هندسية كبيرة وكثيرة وبالتالي من المرجح أن تكون لبعض الأشغال تأثير على مسارات المياه المجتمع في الأنهار الصغيرة وروافدها في المنطقة.

تحديد المسؤوليات 

الواقع أن حجم الغضب الذي تملك المواطنين، خاصة الذين جرفت السيول سياراتهم بالمنطقة الفاصلة بين وجدة المدينة و المطار، والذين تضررت بفعل ارتفاع منسوب المياه في بعض شوارع مدينة الألفية، كان كبيرا، بل إن العديد منهم عبر عن ضرورة إعمال آليات المساءلة بعد حادث اليوم.

فمن المعلوم أن مدينة وجدة، بعد فيضانات 2008، والتي جرفت الشجر والحجر والبشر، شهدت أشغال كبيرة لحمايتها من الفيضانات، وأنجزت الوكالة المستقلة الجماعية لتوزيع الماء والكهرباء، مشروعا ضخما لتصريف المياه عبر قناة تحت الأرض،وبخاصة المياه القادمة من المناطق المرتفعة في المدينة، وهو ما يجعل العديد من المراقبين يتسائلون عن الخلل الذي يجعل دقائق من الأمطار تتسبب في كل تلك الفيضانات التي عرفتها العديد من الشوارع.

ويرى العديد منهم أنه من الضروري فتح الأبحاث اللازمة، لتحديد المسؤوليات عملا بمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)