مدرسة الغد.. موضوع تفكير جماعي بوجدة

يشكل موضوع تحسين جودة المدرسة المغربية محط اهتمام كافة المتدخلين؛ من تلاميذ وأساتذة وأطر تربوية وآباء وأولياء الأمور، ومن خلالهم المجتمع ككل، الحريص على وضع أسس لمدرسة الغد؛ حجر الزاوية في أي مسلسل للتنمية.

ولم تخطئ وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في اختيار الديمقراطية التشاركية، من خلال إطلاق المشاورات الوطنية من أجل مدرسة الجودة للجميع، بهدف جمع أفكار ومقترحات المواطنين والمواطنات المغاربة، في إطار مقاربة تنطلق من القاعدة إلى القمة، وتمكن من الاستجابة لانتظارات المجتمع.

وشكل “تعليم ذو جودة للجميع”، شعار ومبتغى هذه المشاورات الوطنية التي ستستمر حتى نهاية يونيو الجاري، لوضع خارطة طريق تتضمن تدابير دقيقة وملموسة من أجل توفير تعليم ذو جودة للجميع؛ المشروع المطروح للمناقشة بهدف إغنائه بمقترحات كافة الأطراف المعنية.

وفي هذا الإطار، نظمت بوجدة ورشات “مجموعات التركيز” لفائدة آباء وأولياء التلاميذ بثانوية قاضي بن العربي التأهيلية وإعدادية الرياض، بالإضافة إلى ورشات مماثلة في مؤسسات أخرى تعليمية لفائدة التلاميذ والأساتذة.

وقال رئيس جمعية آباء وأولياء التلاميذ بثانوية قاضي بن العربي التأهيلية، عبد السلام بوسنينة، إن الأمر يتعلق بـ “مبادرة حميدة ومفيدة لمستقبل النظام التربوي. لطالما طالبنا بإشراك الأسر في ورش تعزيز جودة التعليم”.

وأشار السيد بوسنينة، في تصريح للقناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن جمعيات آباء وأولياء التلاميذ تتوفر على أطر مؤهلة وذات كفاءة عالية قادرة على المساهمة في إغناء النقاش حول مدرسة الغد.

وأضاف “يسعدنا أن صوت هذا المكون قد تم إسماعه في الأخير، ونأمل أن يؤخذ بعين الاعتبار في هذا الورش الذي يهم المجتمع بأسره”.

ومن أجل التنظيم الجيد لهذه الورشات، تم تعبئة أطر تعليمية بعد أن جرى تكوينهم على تقنيات ومنهجيات تنشيط مجموعات التركيز. ومن بين هذه الأطر جمعة العوني، أستاذة ومؤطرة المشاورات الجهوية حول مدرسة الجودة للجميع داخل هذه المؤسسة.

وأشارت السيدة العوني، إلى أن “مجموعات التركيز هاته تشكل مناسبة لتجميع أفكار وانتظارات التلاميذ والأساتذة وآباء وأولياء التلاميذ حول هذه القضية ذات الأهمية الكبيرة، وفقا لمقاربة تنطلق من القاعدة. ويتعلق الأمر بإشراك كافة المتدخلين في ورش إصلاح النظام التربوي”.

وأوضحت أن منهجية عمل كل “مجموعة تركيز”، تتمثل أولا وقبل كل شيء في وضع المشاركين في سياق هذه المشاورات، قبل إرسال استمارة تهدف إلى جمع أفكارهم وآرائهم حول مدرسة الغد، ثم إطلاق مناقشة واستخلاص أهم الخلاصات.

وقد تم اتباع نفس المنهجية في المؤسسات الأخرى التي تم اختيارها لاستضافة هذه المشاورات ذات الأهمية الكبيرة لمستقبل المدرسة المغربية، كما هو الشأن بالنسبة لثانوية الرياض الإعدادية بوجدة.

وفي هذا السياق، أكد مدير هذه المؤسسة التعليمية، عمر جعواني، أن “الورشات جرت في ظروف جيدة، وأتاحت طرح العديد من الآراء والأفكار والتوصيات في إطار النقاش العام حول مستقبل المدرسة المغربية”.

وقال السيد جعواني، إنه فوجئ بشكل خاص بجودة الأفكار ذات الصلة التي عبر عنها التلاميذ بحرية حول مستقبل المدرسة وسبل تطوير النظام التربوي الوطني، مشيرا إلى أن التلاميذ كما الأساتذة وآباء وأولياء الأمور، يثمنون هذه المبادرة التي وسعت من نطاق النقاش العام لتشمل جميع المكونات والمتدخلين في هذا المجال.

من جانبه، تطرق رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة بالمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بوجدة – أنجاد، جمال كمكامي، لخيار القرب والمقاربة التي تنطلق من القاعدة إلى القمة والمعتمدة في المشاورات، مبرزا أن هذه الأخيرة “تبدأ مع التلميذ الذي هو في صلب النظام التربوي، قبل إشراك جميع الشركاء والمتدخلين في المجتمع المعنيين بهذا الورش”.

وأشار السيد كمكامي، إلى أن الأمر يتعلق بجمع آراء كافة الأطراف المعنية حول المدرسة المغربية ورؤيتهم لمستقبل النظام التربوي؛ في إطار مقاربة تشاركية تستمد مرجعيتها من دستور 2011 ، والقانون 51.17 المتعلق بنظام التربية والتكوين والبحث العلمي، والنموذج التنموي الجديد.

و م ع / هشام بومهدي

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)