جامعة محمد الأول..عندما يكون هم المسؤول إلتقاط الصور والامتحانات خارج التاريخ!

 

 

في الوقت الذي “ينثر” ياسين زغلول رئيس جامعة محمد الأول صوره، مع بعض الطلبة الأجانب الذين يحصلون على شواهد من جامعة محمد الأول،  هناك الآلاف من طلبة الجامعة نفسها مغاربة وأجانب لن يشرعوا في اجتياز الامتحانات الاستدراكية للدورة الربيعية إلا يوم غد الاثنين، كما هو الشأن لطلبة كلية الحقوق!

 

طبعا هذه العملية ستتم، بعدما أعلن في وقت سابق عن موعد توقف الدروس بالنسبة للدورة الربيعية والذي حدد في 16 ماي الجاري..إنها مفارقة عجيبة لا تحدث إلا في جامعة محمد الأول!

 

إنها فضيحة كبيرة أن تكون جامعة محمد الأول تعيش على وقع هذا الوضع، وضع يفوت على أبنائها الفرص الكثيرة، و يكون في المقابل هم المسؤول التقاط الصور في الرئاسة وفي الندوات واللقاءات التي لا يوجد بينها في كثير من الأحيان أي رابط أو إحساس بوجود مشروع “جامعي” لبناء الاشعاع الحقيقي،  حتى يخال المتابع في بعض الأحيان أن هناك من يريد أن يحول الجامعة من صرح للمعرفة والبحث العلمي إلى صرح “للصور” الفايسبوكية، و موطن بعضهم لهواية “الكلام” غير المجدي!

 

صحيح أن واقع الجامعة ليس وليد اليوم، لكن زغلول من جملة ما التزم به في مشروعه أن يعيد للجامعة توازنها و نظامها، وإلا فإن المسؤول الذي يفشل في هذا الأمر الأولى له أن يستقيل ويعود إلى قاعة التدريس، على أن يستمر في تكريس هذا الوضع.

 

والغريب في الأمر، أنه في السنوات الأخيرة، هناك من يريد أن يبني للجامعة إشعاعا زائفا، إشعاع يعتمد على بعض التصنيفات التي لا طائل منها ولا تعبر عن حقيقة الجامعة و واقعها، يحاول اقحامها في ترتيبات يدرك العارفون والمهتمون بالشأن العلمي أنها لا تشكل أي فارق في عالم البحث العلمي، سواء على المستوى القاري أو العالمي، في حين أن هذه الجامعة وعموم الجامعات المغربية يوجد بينها وبين التصنيفات الحقيقية الموثوقة مسافة كتلك التي بين الأرض والسماء!

 

هذا أمر طبيعي جدا، لأن البحث العلمي وتشجيع الباحثين، لا يقتصر على الندوات الفارغة، ولا على الصور مع “المؤثرين”، وإنما يبنى ببرنامج قوامه الدعم المالي والفضاءات الرحبة لانجاز ذلك، ولا يبنى أيضا بكليات مهترئة وفضاءات يخجل المرء من دخولها!

 

الحقيقة أن الكثير من المجهودات التي تبذل والتي تساهم بشكل أو بأخر في الحفاظ على ماء وجه هذه الجامعة في الجانب البحثي، هو مجهود خاص يقوم به الأغلب الباحثون المعنيون، الذين لهم غيرة على الجامعة المغربية، ويقدرون أن أي تقدم لا يتم إلا ببحث علمي حقيقي، وليس الشعارات الجوفاء والوعود التي لا تريد أن تتحقق حتى اليوم!

 

عودة إلى الإمتحانات، وما يرتبط بها من وضع، والذي كان سببا في انتفاضة النقابة الوطنية للتعليم العالي، لايجاد حل لواقع السيبة المرتبط بها، وبخاصة عدم تمكن الطلبة من اجتيازها في المواعيد المحددة، وحده يجعلنا نخجل أمام الأخيرن، ونكتفي بالصمت!

 

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)