شلالات أوزود.. كنز المنطقة ومتنفس السياح

شلالات أوزود، أو حينما يصير لشموخ الجبال معناً. سخاؤها لم ينقطع لسنوات من الزمن وظل مستمرا يفيض بالحياة راسما لوحة فنية وجمالية عنوانها: شلالات أوزود. شلالات شاهدة على تاريخ المنطقة وتترجم تفاصيله في مجرى متواصل، يسمع صوته على إيقاع هادئ وموحد، سمفونية انفردت وتفردت الطبيعة بإبداع إيقاعاتها.

 

27 كيلومترا عن إقليم أزيلال، تقع شلالات أوزود بقرية “تاناجميلت” الأمازيغية، منطقة تخفي وراءها سحرا من الجمال الطبيعي الآخاذ.

 

اشتهرت المنطقة باسم أوزود، ويعني بالأمازيغية الزيتون، وهي الشجرة التي تنمو بكثرة في منحدرات هذه المنطقة، وتغطي أشجار البلوط والآرز قمم جبالها المنتمية لسلسلة جبال الأطلس.

 

تتبع مجرى الماء قادنا إلى المنبع الذي يجود على القرية بالحياة، حوالي ساعة من الزمن مشيا على الأقدام، أوصلتنا إلى منبع الشلالات الموجود في المنطقة المعروفة باسم “تاغونوت”. نقطة إلتقاء جبلين، هما جبل “أورير” و “أعكاز” التي يخرج منها الماء.

جنة الله في الأرض

 

يجمع زوار المنطقة الذين استقت شمس بوست أراءهم حول جمال الشلالات والأماكن الطبيعية المحيطة به من كل الجوانب، من بساتين دائمة الخضرة إلى عدد من أنواع العصافير وقردة المكاك البربري التي تتخذ من المكان مسكنا لها في انسجام تام مع ساكنة المنطقة وزوارها.

 

 

ويقول أحد الزائرين للشلالات قادم من مدينة فاس أنه لم يكن يتوقع أن تكون المنطقة بهذا الجمال، خاصة وأن صورا منشورة على الشبكات الاجتماعية هي التي أغرته بزيارة المكان، ليكتشف بعد قدومه وجها أخرا لسحر الطبيعة ويعيش تفاصيل الصور في واقع حي ينبض بالحياة تحت صوت خرير المياه الدائم.

 

بينما يقول زائر آخر قادم من مدينة بن أحمد، أن المغرب، عبارة عن إمبراطورية من الأماكن الطبيعية الخلابة، وشلالات أوزود ما هي إلا جزء من هذه الإمبراطورية التي تخفي في عمقها المئات من الأماكن، داعيا المغاربة لزيارة المنطقة واكتشاف بلادهم.

 

 

الساكنة والمكان.. الشجرة التي تخفي غابة من المعاناة

 

وكما يقال، الجمال وحده لا يكفي لاستمرار في علاقات الحب، وهكذا هي علاقة الساكنة بالمنطقة. فأغلب الأشخاص الذين تحدثوا معنا، أكدوا للموقع أنها تعاني من مشاكل عدة، ترتبط أساسا بالبطالة المتفشية بين شباب القرية رغم الطابع السياحي الذي تمتاز به.

 

وحسب الساكنة فالبرغم من الفوائد العديدة للاشعاع الذي تحظى به المنطقة منذ سبعينيات القرن الماضي حيث بدأت تشهد توافد الأجانب، إلا أن الحركية الاقتصادية التي تنشط مع السياح تختفي في غضون 3 أو 4 أشهر على الأكثر، وتظل القرية هادئة في معظم شهور السنة.

 

وفي هذا السياق، يقول نور الدين وهو تاجر في مواد الصناعة التقليدية في دردشة مع الموقع، أن الأنشطة الاقتصادية بهذه المنطقة متشابهة وليس هناك تنوع، ويفسر ذلك بالقول :” كلنا كانبيعوا هدشي ديال الصناعة التقليدية.. فينما دورتي وجهك هدشي لي كاتلقى..”.

 

هذا الأمر، بحسب نور الدين يقتل التجارة مع مرور الوقت، قبل أن يؤكد أن السنتين الأخيرتين ومع الأزمة الوبائية التي تشهدها المملكة، كانت قاسية على التجار، وتسببت في خسارة كبيرة لهم، مشيرا إلى أن بعض المحلات التجارية لم تعيد فتح أبوابها بسبب الإفلاس، مضيفا بالقول :” أنا براسي وليت كانبيع الزرابي وهاد السلعة لي كاتشوف بنص الثمن.. غير باش مانرجعش بيديا خاويين”.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)