سارة عرباوي..شابة من أصول وجدية لعبت لمنتخب “كرة اليد” تلتحق بالشرطة النرويجية 

 

إلتحقت أخيرا الشابة سارة عرباوي (22 عاما)، بشرطة العاصمة النرويجية أسلو.

 

الشابة سارة من أصول وجدية، فوالدها هو لطفي عرباوي، الناشط الجمعوي وسط أبناء المهاجرين، رئيس الإتحاد العالمي لمغاربة المهجر، وهو إتحاد يضم العشرات من الجمعيات النشيطة في مجتمع المهاجرين المغاربة في مختلف دول العالم.

قبل أن تلتحق الشابة سارة بصفوف جهاز الشرطة النرويجية، وكما هو الشأن لكل أبناء هذه الدولة الاسكندنافية، خاضت تجربة الخدمة العسكرية في صفوف الجيش النرويجي، وهي التجربة التي ساعدتها بشكل كبير على الاختيار للانضمام لجهاز الشرطة.

 

يسرد لطفي عرباوي، والد سارة، مسار حياة ابنته لشمس بوست ويقول “سارة منذ صغرها كانت متشبعة بروح الالتزام والانضباط، و انخرطت منذ نعومة أظافرها في النشاط الرياضي، ما أهلها لاكتساب إمكانيات بدنية عالية مكنتها من الإنخراط في صفوف الشرطة”.

وأضاف “في أسلو وقبل عقدين تقريبا كنت أتدرب على رياضة الفولكونتاكت، بالحي الذي نقطن فيه المسمى ساكنا شيركا، وكنت أصطحبها معي، ومن حسن حظها أنه بجوار القاعة التي كنت أتدرب فيها كانت هناك قاعة رياضية أخرى للتدرب على رياضة كرة اليد، فانخرطت في أحد الأندية الخاصة بهذه الرياضة وهي في عمر الخامسة”.

 

تمرنت سارة في ناديها لكرة اليد، حتى بلغت 12 سنة تقريبا، وهو ما أهلها للانخراط في صفوف المنتخب الوطني النرويجي لكرة اليد، وكانت مهاجمة ناجحة في هذه الرياضة.

 

“بعدما اشتد عودها انخرطت سارة في الخدمة العسكرية، وباعتبار النظام التعليمي النرويجي يمكن الحاصلين على الباكالوريا زائد سنتين الانخراط في مختلف التدريبات المهنية، التي تؤهلهم لشغل مختلف المهن، سلكت مجموعة من التدريبات المفضية للتوظيف في سلك الشرطة، وهو ما توجت به قبل عدة أشهر” يضيف والد سارة.

 

روح الالتزام الذي ميز هذه الشابة، لم يأتي من فراغ، فتعلقها بوالدها لطفي، الذي كان يصطحبها إلى كتاب لتعلم الثقافة الإسلامية والدين الإسلامي، وهي في سنواتها الأولى، كون شخصية متزنة قادرة على تحمل المسؤولية، إلى جانب حرص والتها النرويجية أيضا على أن تتمثل قيم هذه الدولة المعروفة بسيادة القانون.

تعلق سارة بوالدها، كان له انعكاس على شخصيتها الميالة إلى كل ما هو مغربي، فبفضل هذه العلاقة الوطيدة، زارت مختلف المدن المغربية، وعاشت في وجدة ردحا من الزمن، حتى كادت تستقر فيها، و أكسبها رؤية شاملة عن أصولها الوجدية، وأصبحت بذلك أكثر تعلقا بالتقاليد المغربية والثقافة المغربية السمحاء”.

 

قد يظهر للبعض أن حصول شابة من أصول وجدية على وظيفة في سلك الشرطة، مسألة عادية جدا، أمام وجود المئات بل الألاف من أبناء وجدة والمدن المغربية في وظائف مختلفة وأرفع منها، لكن يبقى الاحتفاء بأبناء هذه المدينة وتقديم تجاربهم ومساراتهم الحياتية كفيل بتقديم الصورة الحقيقية لأبناء المغاربة بديار المهجر.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)